46 - عن أم
سلمة قالت : كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
القميص .
الحديث :
أخرجه أحمد
أبو داود في كتاب اللباس ، والترمذي في كتاب اللباس وابن ماجه .
وقال
الألباني : صحيح .
من فوائد
الحديث :
قولها رضي
الله عنها : " كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم " يدلّ على أنه صلى
الله عليه وسلم يلبس غير القُمُص من إزار ورداء وبُردة .
وفيه أن
الثياب اسم جنس ، فتشمل القُمُص والإزار والرداء ونحو ذلك مما يُلبس
.
وفي الصحيحين
من حديث أنس رضي الله عنه : كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
الْحِبَرَة .
قال الإمام
النووي : هي بكسر الحاء وفتح الباء ، وهي ثياب من كتان أو قطن ، مُحبّرة أي مُزيّنة
، والتحبير التزيين والتحسين . ويُقال : ثوب حبرة على الوصف ، وثوب حبرة على
الإضافة ، وهو أكثر استعمالا . والحبرة مفرد ، والجمع حبر وحبرات كعنبة وعنب وعنبات
، ويُقال : ثوب حبير على الوصف . فيه دليل لاستحباب لباس الحبرة ، وجواز لباس
المخطط ، وهو مُجْمَعٌ عليه ، والله أعلم .
قال العيني :
وإنما كانت الحبرة أحب الثياب إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ليس فيها كثير
زينة ، ولأنها أكثر احتمالا للوسخ . اهـ .
فيُجمع بين
الحديثين من وجوه :
الأول : أن كلاًّ حدّث بما علِم ، ويجوز أن يكون الشخص يُحبّ
أكثر من شيء ، فيظهر بعضه لبعض أصحابه دون بعض .
الثاني : أنه عليه الصلاة والسلام كان يُحبّ القميص لِسَعَتِه
، ويُحب الحبرة لأنها أكثر احتمالاً للوسخ ، كما ذكر العيني .
الثالث : يُحتَمَل أنه قد يكون
في وقت دون وقت ، فيُحب القُمُص – مثلاً – في الصيف لِسَعَتِها وبرودتها ، ويُحب
الـبُردة الحبرة في الشتاء لكونها غليظة .
والله تعالى
أعلم