41 – عن عبد الله بن محمد
بن عقيل قال : رأيت شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أنس بن مالك مخضوباً
.
قال العيني : فإن قلت :
روى ابن عمر في الصحيحين أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصبغ من الصفرة . قلت :
صبغ في وقت وتركه في معظم الأوقات ، فأخبر كل بما رأى ، وكلاهما
صادقان . فإن قلت : هذا الحديث يدل على أن بعض الشيب كان في صدغيه ، وفي حديث عبد
الله بن بسر كان على عنفقته . قلت : يُجمع بينهما بما رواه مسلم من طريق سعيد عن
قتادة عن أنس قال : لم يخضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما كان البياض في
عنفقته وفي الصدغين وفي الرأس نُبذ - أي متفرق - فإن قلت : أخرج الحاكم من حديث
عائشة أنها قالت : ما شانه الله ببيضاء . قلت : هذا محمول على أن تلك الشعرات البيض
لم يتغير بها شيء من حسنه . اهـ .
أقول بهذه المناسبة
:
مما انتشر عبر بعض
المواقع في الشبكة ( الإنترنت ) صورة شعرة يُزعم أنها من شعرِه عليه الصلاة والسلام
.
وأنها موجودة في متحف في
تركيا .
ويُوجد غيرها ، كالسيف
والجبة ونحوها .
فهذا لا سبيل إلى إثبات
أنها من آثاره صلى الله عليه وسلم .
إذ إثباتها يحتاج إلى
صحة إسناد وشهادة عدول ولا سبيل إليها في هذه الأشياء الموجودة .
وفي زمان الخليفة المهدي
جاءه رجل وفي يده نعل ملفوف في منديل ، فقال :
يا أمير المؤمنين ، هذه
نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أهديتها لك .
فقال : هاتها
.
فدفعها الرجل إليه ،
فقبّـل باطنها وظاهرها ووضعها على عينيه وأمر للرجل بعشرة آلاف درهم ، فلما أخذها
وانصرف قال المهدي لجلسائه :
أترون أني لم أعلم أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرها فضلا علن أن يكون لبسها ؟! ولو كذّبناه لقال
للناس :
أتيت أمير المؤمنين بنعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم فردّها عليّ ، وكان من يُصدّقه أكثر ممن يدفع خبره ،
إذ كان من شأن العامة ميلها إلى أشكالها ! والنصرة للضعيف على القوي وإن كان ظالما
! فاشترينا لسانه وقبلنا هديته وصدّقناه ! ورأينا الذي فعلناه أنجح وأرجح
.
فإذا كان هذا في ذلك
الزمان ، ولم يلتفتوا إلى مثل هذه الأشياء ، لعلمهم أن الكذب فيها أكثر من الصدق !
فما بالكم بالأزمنة المتأخرة ؟!
وهذا سبق فيه
التفصيل هنا :