باب ما جاء
في شَعر رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم
21 - عن أنس
بن مالك – رضي الله عنه – قال : كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نصف
أذنيه .
وفي طريق
أخرى : إلى أنصاف أُذنيه .
الحديث :
أخرجه مسلم
في صحيحه .
22 - عن
عائشة – رضي الله عنها – قالت : كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من
إناء واحد ، وكان له شعر فوق الجمة ، ودون الوفرة .
الحديث
:
أخرجه
الترمذي ، وصححه الألباني .
معاني
الكلمات :
الجُـمّـة :
الشعر النازل إلى المنكبين .
الوفـرة : ما
بلغ شحمة الأذن .
23 – عن أم
هانئ بنت أبي طالب – رضي الله عنه – قالت : قدِم رسول الله صلى الله عليه على آله
وسلم مكة قَـدمـة ، وله أربع غدائـر .
وفي رواية :
ظفائـر .
الحديث :
أخرجه الإمام
أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه . وصححه الألباني .
وفي رواية
أبي داود : وله أربع غدائر . تعني عقائص .
وفي رواية
ابن ماجه : دخل رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم مكة وله أربع غدائر
.
ومعنى هذا أن
دخوله هذا كان عام الفتح .
معاني
الكلمات :
غدائر : جمع
غديرة .
والضفائر :
جمع ضفيرة .
والغديرة
والضفيرة بمعنى الذؤابة ، وهي الخصلة من الشَّعر إذا كانت مرسلة ، فإذا كانت ملويّة
فهي العقيصة .
لكن يرِد
الإشكال فيما رواه أبو داود : وله أربع غدائر . تعني عقائص .
قال في لسان
العرب : الضَّـفْـرُ : نَسْجُ الشعر وغيرهِ عَريضاً ، و التضْفِـيرُ مثله :
والضَّفـيرة ُ: العَقِـيصَة ، وقد ضَفَر الشعر ونـحوهَ يَضْفِرُه ضَفْراً: نسجَ
بعضَه علـى بعضَه علـى بعض . و الضَّفْرُ : الفَـتْـل : و انْضَفَرَ الـحَبْلانِ
إِذا الْتَويا معاً .
فهما بمعنى
واحد .
24 - عن ابن
عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسدل شعره ، وكان
المشركون يَفرقون رؤوسهم ، وكان أهل الكتاب يسدلون رؤوسهم ، وكان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء ، ثم فرق رسول الله
صلى الله عليه وسلم رأسه .
الحديث :
أخرجه البخاري ومسلم .
معاني
الكلمات :
سَدْلَ
الشّعر : إرساله .
ومعنى فَرَقَ
رأسه : أي ألقى الشَّعر إلى جانبي رأسه .
إشكال وجوابه :
قد يقول قائل
: لماذا كان النبي صلى الله عليه على آله وسلم يُحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر
فيه بشيء ؟
فالجواب : أن
هذا كان في أول الأمر ، ثم أُمِـرَ – عليه الصلاة والسلام – بمخالفتهم ، بدليل أنه
ترك ما كان عليه أهل الكتاب من سدل الشَّعـر .
وقد أمر
النبي صلى الله عليه على آله وسلم بمخالفة أهل الكتاب ، والأحاديث في هذا الباب
كثيرة مشهورة .
ومن ذلك أنه
أمر بمخالفة اليهود في صيام عاشوراء ، وأن يُصام يوم قبله أو بعده .
حتى قالت
اليهود : ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه . كما في صحيح
مسلم .
ويعنون بـ "
هذا الرجل " النبي صلى الله عليه على آله وسلم .
وهذا يدلّ
على كثرة مُخالفة أهل الكتاب ، بل وتقصّد مُخالفتهم ، ليتميّز المسلم في مظهره
ومخبره .