الانتصار على العادة السرية
** اللجوء إلى العزيز القدير ليعين علىالانتصار على العادة السرية ؟
لاشك أن المعين الوحيد للإنسان على مواجهةمشاكله هو رب العزة والجلال حتى في الخلاص من العادة السرية وذلك لن يكون إلاب ...
(1) بمجاهدة النفس على أداء الصلوات الخمس في المساجد ( ولا سيماالفجر).
ليحرص الممارس على ذلك حرصا شديدا ولا يتقاعس أو يتأخر في أدائها، فإن أداءها في المسجد واجب أولا على الذكور وطهارة دائمة من الجنابة ثانيابالإضافة إلى أن المرء يكون في مدرسة ميدانية لتعلّم الإيمان والصبر ومقاومةالشيطان كالذي يتعلم السباحة بممارستها في المسبح وليس بقراءة كتب عنها فقط . ليجب داعي الله وليذهب إلى أقرب بيت من بيوت الله ، ليلجأ إليه سبحانه ويطلبالمساعدة والعون لقهر الأعداء والتغلب على الشهوات ، ولا يجعل للشيطان فرصةللدخول بينه وبين خالقه عند الوقوع فيها مرة أخرى بل ينهض بعد ممارستها فوراويغتسل من الجنابة ثم يتوضأ للصلاة التي تليها ويستعد لأدائها في المسجدوبذلك سيجد أن معدل ممارستها قد بدأ في التناقص تلقائيا وبشكل ملحوظ.
( 2 ) أخبرنا الله سبحانه وتعالى بأنه يكون مع الإنسان وفي سمعه وبصره ويده وقدمه ( بكيفية لا نعلمها ) وذلك يكون إذا أدّى العبد الفرائض ثم لجأ إليه سبحانهبأداء النوافل غير المفروضة من صلاة وصوم وصدقة وغير ذلك من فعل الخيرات)وذلك كما جاء في حديث قدسي) ولاشك أن ذلك شرف عظيم وفرصة لا تعوض ينبغي أننتحرّاها ونسعى لتحقيقها وعندها لن يكون من السهل على السمع أن يستمع للهو أوعلى البصر بالنظر إلى المحرمات أو على اليد ليمارس بها العادة السرية أو علىالقدم بالمشي إلى أماكن الفواحش. لنحرص على أداء النوافل كالسنن الرواتبوالوتر وقيام الليل وكذلك صيام الاثنين والخميس أو الأيام البيض من كل شهروالتصدق كثيرا وكل ذلك على سبيل المثال لا الحصر فخزائن الله لا تنفذ واللهتعالى لا يملّ حتى يملّ العبد.
( 3 ) ليلزم الممارس الدعاء والطلب من ربالعزة والجلال ولا سيما في السجود ( في صلاة نافلة آخر الليل أن أمكن) أنيعينه ويمنع عنه هذا البلاء وان ينصره على شيطانه ونفسه الأمارة بالسوء وأنيغنيه بالحلال عن الحرام وأن يغفر له ما بدر منه في حق نفسه وفي حق رب العزةوالجلال، وليظهر له سبحانه الخضوع والذل والضعف والعجز عن مقاومة هذا العدوإلا بعونه وتوفيقه سبحانه وسيجد الله خير معين له متى ما كانت النية صادقةللاستقامة . ومن هنا يمكن أن نلاحظ أن تقصير الكثيرين اليوم في اللجوء إلىالله عز وجل والقيام بما ذكر كان سببا رئيسا في انتشار الفواحش ومنها العادةالسرية وعدم القدرة على مقاومتها.
أمثلة لبعض الأدعية المأثورة للجهاد ضدالنفس والهوى :-
* (اللهم أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) يقال بعدكل صلاة فريضة .
* (اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى).
* (رب أعوذ بك من همزات الشياطين ، وأعوذ بك رب أن يحضرون).
* (اللهم حبب إلىّ الإيمان وزينه في قلبي ، وكره إلىّ الكفر والفسوق والعصيان ،واجعلني من الراشدين(.
* (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا منلدنك رحمة انك آنت الوهاب).
* اللهم أغنني بحلالك عن حرامك ، وبطاعتكعن معصيتك ، وبفضلك عمّن سواك(.
** مرافقة الملائكة .
ليحرصدائما على أن تحفه وترافقه الملائكة وتدعو له وتستغفر وذلك بتحرّي أسبابوجودها في كل مكان يكون فيه ، فهي لا تتواجد في مكان فيه صور ومجسمات أو فيمجلس فيه منكرات كغناء أو رقص أو عدم طهارة أو بالتعرّي من اللباس أو عندمرافقة الشياطين له بتوفر شيء مما سبق. ليحرص على وجودها معه بقيامه بالذكروالاستغفار والبعد عن المعاصي ولا شك انه بوجودهم معه سيستطيع ( بأمر الله)محاربة الشياطين والنفس الأمارة وسيقلع عن العادة السرية . وإذا تخيلنا واقعالمنازل اليوم لأدركنا لماذا أصبحت مرتعا للشياطين وطاردة للملائكة مما يعدمن الأسباب التي ساعدت في انتشار الفواحش.
** قهر وساوس الشيطان الجنسية :
وساوس الشيطان ليست بالأمر الواضح الذي يمكن لكل إنسان الانتباهإليه والحذر منه ، ولا سيما لمن هو بعيد عن الله وغارق في شهواته حيث أنأسلوبه اللعين خزاه الله لا يدعو صراحة ويقول " تعال يا فلان ازن أو اشربالخمر أو مارس العادة السرية " ولكنه وبخبرته الطويلة مع بني آدم قد يأتيقائلا " لماذا لا ترى شيئا من هذه الأفلام التي يتكلم عنها الشباب من بابالعلم بالشيء فقط ، ولكي لا يقول عنك الآخرون بأنك متخلف ، ولكي تكتسب خبرةجنسية جيدة تفيدك عند الزواج ، خذ ... وشاهد فيلما واحدا ولن تكون هناك مشكلة " ومن هذه الشرارة الصغيرة ستكون النار التي لن تخمد ولن تترك هذا المسكينإلا وهو غارق في بحور الشهوة المحرمة .
إلا أن كشف ذلك سيصبح جد يسيرإذا لجأ العبد إلى الله وسعى إلى طرد الشياطين ومرافقة الملائكة ، كما أنالوقاية من ذلك قد يسّرها رب العالمين وأوضحها رسول الهدى عليه الصلاةوالسلام وذلك بمجموعة من الأدعية والأذكار التي يقولها المسلم في اليوموالليلة عند الدخول والخروج من المنزل ، عند النوم والاستيقاظ وعند كل تصرفيقوم به الإنسان يجدها في كتب الأدعية المتوفرة في المكتبات . ليحفظ منها مااستطاع وليرددها دائما وسيجدها أن شاء الله خير معين له للتغلب على عدو اللهوعدوه .
أمثلة لهذه الأذكار المأثورة عن الرسول صلى الله عليه وسلمللوقاية من الشيطان :-
* قراءة آية الكرسي صباحا ومساء،(سور الإخلاصوالمعوذتين) ثلاثا صباحا ومسا ء وبعد الصلوات .
* عند الدخول للمسجد(أعوذبالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم) تنحيالشيطان
* عند الخروج من المسجد بعد الصلوات قل ( اللهم اعصمني من الشيطانالرجيم).
* ذكر( اسم الله عند الأكل والشرب واللبس ) تمنع الشيطان منالأكل والشرب مع الإنسان أو النظر إلى عوراته.
* عند الدخول للمنزل ( بسمالله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى ربنا توكلنا ) تمنع دخول الشياطين للمنزل .
* عند الخروج من المنزل ( بسم الله ، آمنت بالله ، اعتصمت بالله ، توكلتعلى الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ) تنحّي الشيطان عنه طوال يومه.
* عند الدخول لبيت الخلاء ( بسم الله أعوذ بالله من الخبث والخبائث(.
* عندالنوم ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ) ثلاثا ، وآخر آيتين من سورةالبقرة ، وآية الكرسي
* (لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ولهالحمد يحي ويميت وهو على كل شئ قدير) مائة مرة في اليوم تكون حرزا من الشيطانمن يومه حتى يمسي .
* ذكر الله كثيرا والاستعاذة به سبحانه من الشيطانالرجيم .
* قراءة سورة البقرة في المنزل
* الوضوء والصلاة عند التهيجومحاصرة الأفكار والخواطر فهما خير مخمد للشهوات .
إن ترك الكثيراليوم لهذه الأذكار وما شابهها كان من الأسباب الرئيسة في استحواذ الشيطانلعنه الله ومشاركته للإنسان في كل تصرفاته وأفعاله والشيطان يدعو إلى السوءوالفحشاء.
** الزواج المبكر:
مهم جدا أن نقول للشاب احرص علىالزواج المبكر وحاول إقناع والديك بذلك عصمة لك وحفاظا على دينك ونفسك وصحتكومبادئك ، اختر ذات الدين ولا تخش المسئولية أو الطلاق السريع أو ما شابه ذلكمن المفاهيم المضللة التي تقرأ وتسمع اليوم من الوسائل المختلفة وتسربت إلينابسبب البعد عن الله وضعف الإيمان، وابتعد .. ابتعد ... ابتعد كل البعد عنالسافرة المتبرجة مدّعية التحرر، التي تبحث عن المال والسيارات وآخر الموضاتومنافسة الصديقات. وللفتاة نقول ابتعدي أختي عن الزوج الدنيوي تارك الجماعاتالمجاهر بالمعاصي والفواحش والمفرّط في العبادات والمتساهل في المحرمات ، ولا ترفضي الزواج من الشاب الصالح حتى وان كنت صغيرة السن بحجة إتمام الدراسةأو غير ذلك ولا تنساقي وراء الشعارات المنادية باستقلاليّتك وتحرّرك وخروجكوسفورك. فكل هذه الأنواع من الأزواج و الزوجات هي أنواع غير آمنة لحمل أمانةالبيت والعرض والذريّةّ ولربما يدفع لا شعوريا إلى الخيانة أو الانفصال أوإلى الملل والانتقام والبحث عن غيرها أو غيره والخوض في مجال آخر من المعاصيوالكبائر كالزنا أو البحث عن الزنا.
أقنع والديك وليجدا فيك برهاناعلى تحمل مسئوليات الزواج حتى يقتنعا بطلبك ويساعداك على تحقيقه ، افعل ذلكوتزوج قبل أن تذرف طاقاتك ومجهودك وتقعد بجوار زوجتك الشرعية لا تقوى علىمجامعتها بالحلال وأنت راغب فيها وهي راغبة فيك وتحرم نفسك من الأجر والعصمةواللذة والمتعة الشيء الكثير .
وعلى أولياء الأمور أن يتقوا الله وأنيراعوا ذلك بتخفيض المهور وبمساعدة الأبناء على هذه الغاية السامية والتييمكن أن تتحقق بعدة طرق منها بتجميع ما يصرف اليوم على الأبناء من الأمورالتافهة أو الكمالية مثل ( سيارة غالية الثمن أو السفر للخارج … وغير ذلك) ليتم تجميع ذلك من أجل مساعدة الابن على مصاريف الزواج وذلك بعد أن يكون قدزرع في الابن تحمل المسؤولية والتعامل مع الحياة تعاملا صحيحا، وان كانتالأسرة في ضائقة من العيش فليكن البحث عن الآسرة الكريمة التي تشتري الرجالالصالحين وليس همها مقدار المهر الذي يدفع لابنتهم. ولأولياء الأمور نقولافعلوا ذلك قبل أن تكونوا سببا في دفع أبناءكم وبناتكم إلى الحراموالفواحش.
وللشاب الذي يريد الزواج مبكرا وبصدق عصمة لدينه ونفسه نزفهذه البشرى آلتي جاءت في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم أن هناك ثلاثة حقعلى الله أن يعينهم وذكر منهم الشاب يريد الزواج من أجل العصمة ولاشك أنالزواج أقوى علاج لمحاربة الشهوة كما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم "يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه أغض للبصر وأحصن للفرج "وهذهالنصيحة آلتي يقولها كل عاقل إلى الشباب والفتيات من خلال التجربة والإدراكلدور الزواج في التنفيس المشروع للشهوة وأثر ذلك على وقاية الإنسان من الوقوعفي المحرمات أو حتى النظر إلى المحرمات.
** التمسك بالجماعةالصالحة:
يجب الحرص كل الحرص على عدم الانفراد وحيدا بعيدا عن الناسوالتمسك بجماعة الأخيار والصالحين فقد قال تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعاولا تفرقوا ...الآية) 103 آ ل عمران ، وجاء في معنى الأحاديث أن ( يد الله معالجماعة ) وأن ( الذئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية ) أي البعيدة الوحيدة ،وجاء أيضا " أن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد" وهذا هو حال الشيطانوالنفس مع الإنسان في الوحدة,أما إذا حرص الإنسان على التواجد مع جماعةأصدقاء خير وصلاح وليسوا من دعاة الشر والفساد لن يجد الشيطان إليه طريقاويستطيع أن شاء الله المضيّ قدما إلى طريق السعادة والفلاح ، والعكس تماما لوكان وحيدا. وعليه يكون من المفيد جدا الانخراط في مجالات الخير ومساعدةالمجتمع ، أو في حلقات دروس وندوات مثلا والتحرك دائما في ظل الجماعة وسيباركالله هذه الخطوات .
ولاشك من أن المقصود في هذه الأحاديث هم الجماعةالصالحة آلتي تعين على الصلاح وتحقق السعادة أما إذا لم تتوفر هذه الصحبة فلاشك أن الانفراد والبعد عن أصدقاء السوء هو الأفضل. وبالنسبة للطلاب فانه منالأماكن آلتي تحظى برعاية و إشراف و يتواجد فيها فئة من الأصدقاء الصالحين هيمراكز تحفيظ القرآن والمراكز الصيفية والموسمية أو المراكز الدائمة إذا ماقام عليها شباب فيهم من الخير و الصلاح و رعاية الأمانة حق الرعاية فهذهالمراكز فرصة للطلاب لتوفير الصداقات الكريمة.
** الوقت والفراغ :
أن اكبر نعمتان مغبون فيها بن آدم هما الصحة والفراغ كما جاء في الحديث، إياك أن تدع ولو نصف ساعة دون أن يكون فيها شئ مفيد ونافع لدينك ولدنياكوإلا سيكون هذا الفراغ نقمة على الإنسان ومدعاة لدخول الشيطان إلى جوارحه مرةأخرى والعودة إلى مالا تحمد عواقبه .
ومن الفقرات السابقة يتضح أنّهبعزوف الشباب والفتيات عن الزواج من ناحية وبوضع العراقيل أمامهم من ناحيةأخرى وكذلك بسبب صداقات السوء وشلل الفساد والضياع والتسكع إضافة إلى الفراغالكبير الذي أصبح يملأ حياة الذكور والإناث اليوم . كل تلك كانت أسبابا قويةمن أسباب انتشار العادة السرية وكثير من ألوان الفواحش وقانا الله وإياكمشرورها.
** القنوات الفضائية و أفلام الفيديو: *
إن الأطباقالفضائية شأنها في ذلك شأن الكثير من المخترعات الحديثة كالتلفزيون والراديووغيرهما إن غلب ضرها نفعها وثبت حدوث الضرر والفتنة منها أو كان هذا الجهازيستقبل ويعرض محرما كان اقتناؤه محرما بالطبع كما أفتى بذلك العلماء ، وهذاهو واقع القنوات الفضائية اليوم. لقد بات من الأمور القاطعة لدى الصغيروالكبير والجاهل والمثقف مدى وكمية الإفساد والانحلال والمحرمات التي تبثهاهذه القنوات بدء بالانحرافات العقدية ومرورا بالإغراءات الجنسية والتي هيمحور رسالتنا وانتهاء بدعاوى التحرر والإباحية وخرق حواجز الدين والعفةوالحياء ، ولعل في ذلك ردا على كل من يحاول إغماض عينيه أمام هذه الحقيقةالمؤلمة وينادي بضرورة اقتناؤها على سبيل التقدم والمدنيةالزائفة.
لقد أصبح من النادر بل ومن المستحيل أن تخلو قناة فضائية منعرض بضاعتها ( برامجها ) إلا بواسطة نساء كاسيات عاريات مهمتهن الرئيسة جذبأكبر قدر ممكن من الزبائن (المشاهدين). والأمر المؤسف أنه قد أصبح من الطبيعيجدا لدى الكثير من المسلمين استباحة النظر إلى أمثال هؤلاء من مذيعات ومقدماتبرامج وعارضات وممثلات وهنّ باللباس العار أو الضيّق والشفاف والقصيرومستخدمات في ذلك كل وسائل التغنّج والتبجّح وخدش الدين والعفة والحياء ،وذلك ليس للرجال فحسب بل إن النساء وإغراءهن واستدراجهن هو الآن محور تركيزمعظم هذه القنوات وذلك بالطرق على موطن ضعف المرأة وهو العاطفة ومن هذاالمنطلق تركزت أسلحة الأعداء على المرأة بعرض السموم المختلفة من قصص الحبوالغرام أو عرض عورات الرجال بأشكال فاتنة فضلا عن ما يقدم في الأفلاموالمسلسلات ( المدبلجة ) الوافدة من بلاد الكفر والفساد ومسابقات الجمالوعروض الأزياء والأغاني المصورة وغير ذلك الكثير الذي لا يتسع المجال للتفصيلفيه مما لم يعد خافيا على الجميع ولم يعد سرا يمكن تغطيته. أقل ما يمكن أنيعبر عن هذا الواقع الأليم موقف طفلة صغيرة في الخامسة من عمرها عندما هرعتإلى والدها تصيح وعلامات الدهشة والذهول تعلو محيّاها قائلة " بابا … بابا … تعال وانظر ماذا رأيت امراءة في التلفزيون تسير في الشارع ولا ترتدي إلا قطعةصغيرة جدا جدا وباقي جسمها عار تماما والرجال يشاهدونها ، هل هي مسلمة ؟" قاللها على الفور " بالطبع لا هي كافرة " رغم أن ذلك المشهد كان يعرض في قناةدولة عربية مسلمة ، فإذا بها تنزل عليه بالسؤال الثاني كالصاعقة " وان كانتكافرة لماذا لم تستحي من هؤلاء الرجال الذين يرونها ؟ هل تستطيع كل واحدة أنتفعل مثلها ؟" وغير ذلك من الأسئلة التي جعلت هذا الغيور يخاف على ابنتهويعلنها صريحة بإزالة هذا اللعين من بيته. وذلك كان موقف طفلة صغيرة جاهدوالديها لغرس تعاليم الدين والحياء فيها ليأتي هذا الجهاز وينسف كل ما زرعوهفي لحظات فما هو الحال لو حدث الموقف مع فتاة أو شاب مراهقين و في عنفوانشبابهما وقوتهما وهما يشاهدا ن ألوانا وأصنافا من الفتن والإباحية والإغراءاتالجنسية ، ماذا سيكون الأثر الداخلي عليهم قبل الأثر الخارجي ؟ ليجب عن هذاأولي الأبصار والذين أمروا بوقاية النفس و الأهل نارا وقودها الناسوالحجارة.
في الغرب الكافر وعندما لاحظوا خطورة السموم التي تبثها هذهالأطباق وما صاحب ذلك من ارتفاع في معدلات الشذوذ واللقطاء والإجهاض والإدمانوالاكتئاب والانتحار وفوق كل ذلك انتشار الفواحش لدى الصغار ، باتوا مرتاعينمن تلك الإحصاءات بدءوا المطالبة بضرورة تصحيح ذلك الوضع الخاطئ وتلافي آثارهوذلك اما بمراقبة ما يعرض أو بتخصيص الأوقات والشرائح قدر الإمكان ، فلا عجبمن أن ترى أسرة غربية كافرة بل وملحدة ( لا تؤمن بالله ولا باليوم الآخر) وقداشتركت في ما يزيد عن الثلاثين قناة من قنوات دولتهم الكافرة ، ولكن الغريبأن قناة واحدة من هذه القنوات لم يكن فيها شيء مما يعرض اليوم في قنوات بعضالدول العربية المسلمة سواء العادية أو المشفرة وذلك حفاظا على حرمة منزلهمووقاية منهم لابنهم وابنتهم المراهقين. ومع هذا يصر البعض ( ومن أبناءالمسلمين) على وصف القنوات بأنها ضرورة ملحة يجب اقتناؤها على علاّتهاواستقبال كل ما فيها مواكبة للحياة المعاصرة وأن عدم اقتنائها يعد تخلفاحضاريا وتجده يدافع عنها أشدّ دفاع. أما وان قال قائل أنه يمكن انتقاءالبرامج الجيدة والأخبار وترك المحرمات وكأنه بذلك ينساق وراء لعبة شيطانيةأخرى. لأن مجرد التنقل بين القنوات للبحث عن تلك المادة الهادفة المزعومةكفيل بتعريض المشاهد ولا سيما المراهقين للكثير من اللقطات القصيرة الفاتنةخلال تجواله وهي كفيلة بإيقاد نار الفتنة لديه ومن ثم إدمان متابعة تلكالمحرمات، ومن ناحية أخرى لماذا نظر هذا الكبير العاقل للأمر من واقعه هوفحسب؟ هل يتوقع أن الشاب والفتاة المراهقين سيبحثون عن الأخبار والبرامجالهادفة عندما ينفردوا بهذا الجهاز و في غياب عن عينيه ؟؟؟؟.
الأمرنفسه ينطبق على ما اعتاد عليه بعض الشباب والفتيات من اقتناء و تداول لأفلامفيديو ساقطة اقل ما يقال عنها أنها لا تؤمن بدين ولا خلق وأنها تدعو للانحطاطو مطلق الإباحية والإثارة الجنسية والممارسات الحيوانية. فإذا كانت الأفلام والمسلسلات العادية التي تعرض في التلفزيونات فيها ما فيها من الدعوة إلى الحبو الغرام والتحرر والإباحية فكيف الأمر بالنسبة لمثل هذا النوع من الأفلامالأجنبية والمسلسلات الفاحشة.
أن كل ما سبق كان شرحا مفصلا لتوضيح أثرهذه القنوات والأفلام على الإنسان العادي والمجتمع فكيف بآثارها في انتشارالفواحش بشكل عام و العادة السرية وإدمانها بشكل خاص ؟ لا يمكن أن يكون هناكعلاج لمدمن العادة السرية طالما أنه يشاهد هذه القنوات أو الأفلام ويتابعسمومها، بل والأخطر من ذلك أنه لن تكون هناك وقاية من المحرمات والاستدراجللعادة السرية وما يتبعها من فواحش والشاب أو الفتاة قد أطلق العنان للنظروالمتابعة والتعايش مع أحداث هذه القنوات والأفلام.
** الأغانيوالموسيقى:الغناء والموسيقى بريد الزنى طلبهما إبليس لعنه الله من ربالعالمين لتكون الموسيقى آذانه والغناء صلاته وكان له ذلك، بهما يصلي العبدللشيطان فيعينه خزاه الله على الاستهانة بكل محرم. بهما تزول لذة الأيمانوفهم القرآن وخشوع الجوارح، وبهما تقسو القلوب وتغلّف بالسواد والراّن فلايقوى صاحبهما على فعل طاعة ولا على اجتناب معصية. وبإدمانهما يطبع على القلوببالنفاق فتترك الصلاة أو يقصر فيها ، وتهدر الجماعات وتغرق المجتمعاتالمحافظة في وحول من المحرمات صغيرها وكبيرها ويهجر القرآن والعمل به ويصبحالواجب كالمكروه والسنة كالبدعة. لم يتفشيا في مجتمع إلا وانتشر فيه التديّث(عدم الغيرة على الأهل والمحارم ) وانتشرت فيه حفلات الخنا والرقص والاختلاطوكل ما يتبع ذلك من خمر وزنا ومخدرات. بهما تنهار عوائق العفة والحياء وبهماتشتعل القلوب وتلهب الأحاسيس فيسعى من هو غارق فيهما مجتهدا في البحث عن مايشبع له هذه العواطف والمشاعر بكل الطرق الممكنة والمحرمة، بالحب والهياموبالجنس والغرام . أخي وأختي .. إن الغناء والموسيقى آفة المجتمعات المسلمةوهما من أكبر أسباب انحطاط المجتمعات بل هما وراء معظم البلاء أنصح بتطهير كلالجوارح منها لمن يريد الوقاية والعلاج والسلامة في دينه وعافيته .
وبعد … فان ما مضى من أمور تمّ إفراد فقرات مستقلة لها نظرا لأهميتها وللدور الرئيسالذي تلعبه في موضوع البحث سواء باعتبارها أهم الأسباب التي أدت الى انتشارهذه العادة وادمانها وكذلك لكونها أهم وسائل الوقاية والعلاجمنها.
أما ما يلي فسيكون ملخصا موجزا ومحددا لخطوات تم استقاؤها منمعاني الأحاديث الشريفة وآثار السلف وبعض الكتابات الطبية والاجتماعيةالهادفة وكل ذلك مدعّما بالتجربة العملية والنتائج الواقعية.
وجديربالذكر أن هذه الخطوات إنما هي سلاح ذو حدّين فهي أدوات مهمّة جدا للوقايةوالعلاج من العادة السرية إذا ما تم القيام بها والحرص على تطبيقها ، وفي نفسالوقت هي قد تكون أيضا من أهم أسباب انتشار هذا البلاء وعدم القدرة علىمحاربته وذلك إذا ما تم إهمالها وعدم العمل بها.
لذلك يرجى استيعابهاوفهمها والبدء في تطبيقها ونشر فوائدها على الجميع لعلّ الله ينفع بها وتكونسببا في تخليص المجتمع منها.
يتبع