ديننا فاعلموا .........!

ديننا فاعلموا .........!





ديننا فاعلموا .........!





ديننا فاعلموا .........!



البيعات التي شهدها عبادة
لمّا يئس الرسول من قريش اخذ يعرض نفسه علي قبائل العرب في كل موسم , فبينما هو عند العقبه التي تنسب اليها الجمره بمني قبل الهجره بنحو سنتين اذ لقي رهطا من الخزرج , قيل ستة نفر فقال : ألا تجلسون أكلمكم... ! فقالوا : بلي , فجلسوا فدعاهم الي الله تعالي . وعرض عليهم الإسلاموتلا عليهم القرءان فأجابوه , فلما انصرفوا الي بلادهم وذكروه لقومهم فشي امره فيهم . فأتي في العام الذي بعده اثنا عشر رجلا من الانصار فيهم عبادة ابن الصامت , فلقوا رسول الله بالعقبه فبايعوه علي السمع والطاعه وعلي الامر بالمعروف والنهي عن المنكروعلي الا يقولوا الا الحق ولا يخافوا في الله لومة لائم , ثم انصرفوا وهذه اول بيعه حضرها عبادة وتسمي بيعة العقبه الاولي .
كما حضر عبادة بيعة الرضوان تحت الشجره عام الحديبيه التي بايع فيها المسلمون علي الثبات في القتال حتي الموت – وحضر عبادة ايضا بيعه بعد فتح مكه بعد ان نزل قول الله تعالي ( يا أيها الذين النبي إذا جائك المؤمنات يبايعنك.....الي اخر الايه. ونزول هذه الايه متأخر بعد قصة الحديبيه بلا خلاف وروي مسلم عن عبادة في الحديث ( أخذ علينا رسول الله صلي الله عليه وسلم كما أخذ علي النساء .... ) وقد توهم بعض المحدثين أن البيعه وقعت علي هذه الامور . والذي أوقعه في اللبس أن عبادة ابن الصامت حضر البيعتين .

ديننا فاعلموا .........!


كان رسول الله يأخذ العهود علي المسلمين ليحافظوا علي حدود الله , ومن العهود البيعه التي بايع عليها الرجال بعد النساء عقب فتح مكه علي الا يشركوا بالله شيئا ولا يسرقوا ولا يزنوا ولا يقتلن اولادهن ولا يكذبوا ولا يعصوا الله في معروف , ثم وعد من وفّي بالعهد بالجنة وبيّن ان من اقيم عليه الحد في الدنيا فالله أكرم من ان ينزل عليه العقوبه في الاخره , ومن لم يقم عليه الحد فأمره الي الله ان شاء غفر له وان شاء عذبه.
والجدير بالمؤمن ان يخاف الله وان يخاف غضبه علي انتهاك محارمه وان يتحرزمن الذنوب وان يبادر بالتوبة .

ديننا فاعلموا .........!


1- 1- ( عن عبادة أن رسول الله قال ) أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر نائب فاعل لفعل محذوف تقديره رُوِيَ عن عبادة قول رسول الله ....الخ
2- 2- ( وحوله عِصابة من أصحابه ) العصابة بكسر العين الجماعه من الناس لا واحد لها من لفظها ويطلق علي ما بين العشره والأربعين –وهي مبتدأ مؤخر و (حوله ) منصوب علي الظرفيه خبر مقدم و( من أصحابه ) متعلق بمحذوف صفه لعصابة , والجمله حال من فاعل ( قال ) .
3- 3- ( بايعوني ) أصله المبايعه التي هي المعاوضة المالية شُبهت بها المعاهده كأن كل واحد من المتعاهدين يبذل ما عنده لصاحبه فمن طرف الرسول وعده بالثواب ومن طرفهم الالتزام بالطاعه .
4- 4- ( شيئاً ) نكره في سياق النهي كالتي في سياق النفي تفيد العموم .
5- 5- ( ولاتسرقوا ) مفعوله محذوف لإفادة العموم .
6- 6- ( ولا تأتوا ببهتان تفترونه ) لا ناهية وفي رواية ( ولا تأتون ) فلا نافيه , وللبهتان بالضم أفحش الكذب الذب يُبهت سامعه أي يدهشه لفظاعته –والافتراء الاختلاف
7- 7- ( ولا تعصوا في معروف) مفعوله محذوف اي لا تعصوني أو تعصوا أحدا والمعروف ما عرف من الشارع نهيا وامرا .
8- 8- ( فمن وفّي منكم فأجره علي الله ) من موصولة مبتدأ و (وفّي ) صلة , و ( أجره علي الله ) مبتدأ ثاني وخبرو , والجمله خبر ( من ) ودخلت الفاء لتضمن (من ) معني الشرط – و (وفّي) بالتخفيف وفي رواية بالتشديد معناه ثبت علي العهد.
9- 9- ( ثم ستره الله ) عطف هنا بثم وعطف (فعوقب ) بالفاء للتنفير عن مواقعة المعصية , فإن السامع اذا علم ان العقوبه مفاجئه لإصابة المعصية غي متراخيه عنهاو وان الستر متراخ بعثه علي اجتناب المعصيه .


ديننا فاعلموا .........!


اشتملت هذه البيعه علي النهي عن أمهات الكبائر ( ولاتشركوا به شيئا ) اي وحده (ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا اولادكم ) نعم القتل المطلق منهي عنه ولكنه خص الاولاد بالذلكر هنا , لتفشي هذا الامر عندهم فخرج هذا القيد مخرج الغالب فقد كانوا يئدون البنات خوفاً من العار ويقتلون البنين خشية الفقر او الاملاق, او لأنه اشنع القتل لأنه قطيعة رحم , فصرف العنايه إليه اولي .
( ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين ايديكم وارجلكم ) وكان يكفي ان يقول : ولا تبهتوا الناس لتصوير بشاعة هذا الفعل ولمزيد من التنفير منه لما أنه قد يستهان به –واضاف اليه الايدي والارجل لأنهما كنايتان عن الذات لوقوع معظم الأفعال بهما فكأنه قال : و لا تأتوا ببهتان من قبل انفسكم , ويحتمل المراد ولا تبهتوا الناس علناً وبعضكم يشهاد بعض كما يقال : قلت ك>ا بين يدي فلان, وقيل اصل ه>ا كان في بيعة النساء , وكني بذالك عن نسبة المرأة للولد الذي تزني به او تلتقطه إلي زوجها ثم لم يستعمل هذا اللفظ في بيعة الرجال.
وحمل القيد في قوله (ولا تعصوا الله في معروف ) مع إن الرسول لا يأمر الا بمعروف والاشاره انه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق حتي ولو كان الامر محمد عليه الصلاة والسلام علي سبيل الفرض كقوله ( ولو تقول علينا بعض الاقاويل لأخذنا منه باليمين ) وكقوله صلي الله عليه وسلم ( لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) وقد قدم رسول الله النواهي عن الواجبات لأن ترك الرذائل مقدم علي فعل الفضائل , واجتناب المفاسد مقدم علي جلب المصالح .

والتعبير بلفظ (علي ) في قوله ( فمن وفي منك فأجره علي الله ) للمبالغه في تحقيق وقوع الاجر لا للوجوب كما يوهمه هذا اللفظ فإن الله لا يجب عليه شئ.- ( ومن أصاب من ذالك شيئا فعوقب في الدنيا ) بإقامة الحد عليه وإنما قيد العقوبه بالحد مع انه ورد في احاديث كثيره أن المصائب تكفر الذنوب لقوله في مقابله ( ومن اصاب من ذالك شيئا ثم ستره الله عليه ) وهذه المصائب لا تنافي الستر . وظاهر قوله ( فهو كفارة له )يفيد ان المرتد إذا قُتل يكون قتله كفارة له وليس كذالك بل عموم اللفظ. (شيئا ) مخصوص بقوله تعالي ( إن الله لا يغفر أن يشرك به) او إن الكلام مع المؤمنين خاصة والتقدير : ومن اصاب منكم ايها المؤمنون لأنه معطوف علي قوله ( فمن وفي منكم ) وهو خاص بهم –والجمهور علي ان الحدود كفارات للذنوب ولو لم يتب المحدود لهذا الحديث .


ديننا فاعلموا .........!



ويستفاد من قوله ( ومن أصاب من ذالك شيئا ) غير الشرك ( ثم ستره الله ) فلم يقم عليه الحد ( فهو إلي الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه )

1- 1- أن الله لا يجب عليه عقاب العاصي وبالتالي عليه ثواب المطيع .
2- 2- وأن من مات من أهل الكبائر بدون توبة مفوض أمره إلي الله . وه>ه حجه علي المعتزله القائلين بأنه لا يعفي عنه فيخلد في النار ويوجبون العقاب علي الكبائر قبل التوبه وحجه علي الخوارج الذين يكفرون بال>نوب .
3- 3- وأنه لا ينبغي الشهادة بالنار علي احد وبالجنة لأحد إلا من ورد نص فيه بعينه .

ديننا فاعلموا .........!