ساعة الأميرة عهد : عدد المساهمات : 518 تاريخ التسجيل : 26/10/2012 العمر : 50
موضوع: الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والدليل على جوازه الأربعاء يناير 23, 2013 4:58 pm
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والدليل على جوازه
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول اعتاد المسلمون منذ قرون على الإحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بتلاوة السيرة العطرة لمولده عليه الصلاة والسلاموذكر الله وإطعام الطعام والحلوى حُباً في النبي صلى الله عليه وسلم وشكراً لله تعالى على نعمة بروز النبي صلى الله عليه وسلم، وللأسف ظهر في أيامنامن يحرم الإجتماع لعمل المولد بل يعتبر بدعة وفسق ولاأصل له في الدين، لذلك نبين للناس حكم الإحتفال بالمولد النبوي الشريف:
من البدع الحسنةالاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا العمل لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا فيما يليه، إنما أحدث في أوائل القرن السابعللهجرة، وأول من أحدثه ملك إربل وكان عالمًا تقيًّا شجاعًا يقال له المظفر.
جمع لهذا كثيرًا من العلماء فيهم من أهل الحديث والصوفية الصادقين.
فاستحسنذلك العمل العلماء في مشارق الأرض ومغاربها، منهم الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني، وتلميذه الحافظ السخاوي، وكذلك الحافظ السيوطي وغيرهم.
وذكرالحافظ السخاوي في فتاويه أن عمل المولد حدث بعد القرون الثلاثة، ثم لا زال أهل الإسلام من سائر الأقطار في المدن الكبار يعملون المولد ويتصدقونفي لياليه بأنواع الصدقات، ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم.
وللحافظ السيوطي رسالة سماها "حسن المقصد في عمل المولد"، قال: "فقد وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأولما حكمه من حيث الشرع؟ وهل هو محمود أو مذموم؟ وهل يثاب فاعله أو لا؟ والجواب عندي: أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس، وقراءة ما تيسر منالقرءان، ورواية الأخبار الواردة في مبدإ أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادةعلى ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف.
وأولمن أحدث فعل ذلك صاحب إربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدّين علي بن بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد، وكان له ءاثار حسنة،وهو الذي عمَّر الجامع المظفري بسفح قاسيون".ا.هـ.
قال ابن كثيرفيتاريخه: "كان يعمل المولد الشريف - يعني الملك المظفر - في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً، وكان شهمًا شجاعًا بطلاً عاقلاً عالمًا عادلاًرحمه الله وأكرم مثواه. قال: وقد صنف له الشيخ أبو الخطاب ابن دحية مجلدًا في المولد النبوي سماه "التنوير في مولد البشير النذير" فأجازه على ذلكبألف دينار، وقد طالت مدته في المُلك إلى أن مات وهو محاصر للفرنج بمدينة عكا سنة ثلاثين وستمائة محمود السيرة والسريرة".ا.هـ.
ويذكر سبط ابن الجوزي في مرءاة الزمان أنه كان يحضر عنده في المولد أعيان العلماء والصوفية
وقالابن خلكان في ترجمة الحافظ ابن دحية: "كان من أعيان العلماء ومشاهير الفضلاء، قدم من المغرب فدخل الشام والعراق، واجتاز بإربل سنة أربع وستمائةفوجد ملكها المعظم مظفر الدين بن زين الدين يعتني بالمولد النبوي، فعمل له كتاب "التنوير في مولد البشير النذير"، وقرأه عليه بنفسه فأجازه بألفدينار".ا.هـ.
قال الحافظ السيوطي: "وقد استخرج له - أي المولد - إمام الحفاظ أبو الفضل أحمد بن حجر أصلاً من السنة، واستخرجت له أنا أصلاً ثانيًا..."ا.هـ.
فتبين من هذا أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة حسنة فلا وجه لإنكاره، بل هو جدير بأن يسمى سنة حسنة لأنه من جملة ما شمله قولرسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شىء" وإن كان الحديث واردًا فيسبب معين وهو أن جماعة أدقع بهم الفقر جاءوا إلى رسول الله وهم يلبسون النِّمار مجتبيها أي خارقي وسطها، فأمر الرسول بالصدقة فاجتمع لهم شىء كثيرفسرّ رسول الله لذلك فقال: "من سنَّ في الإسلام ..." الحديث.
وذلكلأن العبرة بعموم اللَّفظ لا بخصوص السبب كما هو مقرر عند الأصوليين، ومن أنكر ذلك فهو مكابرولاحجة ولاعبرة بكلامه ثم الإحتفال بالمولد فرصة للقاءالمسلمين على الخير وسماع الأناشيد المرققة للقلوب و إن لم يكن في الإجتماع على المولد إلا بركة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه و سلم لكفى.
ابو زيزو المدير العام
ساعة الأميرة عهد : عدد المساهمات : 518 تاريخ التسجيل : 26/10/2012 العمر : 50
موضوع: رد: الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والدليل على جوازه الأربعاء يناير 23, 2013 5:03 pm
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله واصحابه وسلم تسليما كثيرا
ابو زيزو المدير العام
ساعة الأميرة عهد : عدد المساهمات : 518 تاريخ التسجيل : 26/10/2012 العمر : 50
موضوع: رد: الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والدليل على جوازه الأربعاء يناير 23, 2013 5:05 pm
جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
إنالحمدَ للهِ نَحمدهُ ونَستغفرهُ ونَستعينهُ ونستهديهِ ونشكرهُ، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفُسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِ الله فلا مضلَّ لهُومن يضلل فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أن لا إلـٰه إلا الله وحدَهُ لا شريكَ لَه وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدهُ ورسولُهُ وصفيُّهُ وحَبيبهُ من بعثَهُ اللهرحمةً للعالمينَ هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، بلَّغَ الرسالةَ وأدَّى الأمانةَ ونَصَحَ الأمّةَ فجزاهُ الله عَنَّا خيرَ ما جزَى نبيًّا من أنبيائه، صلَّىالله عليهِ صلاةً يقضي بها حاجاتنا ويفرّجُ بها كرباتنا ويكفينا بها شرّ أعدائنا، وسلَّم عليهِ وعلى ءالهِ سلامًا كثيرًا، أما بعدُ: فيا عبادَ اللهأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله العليّ العظيم، فاتقوه.
يا أحباب رسول الله، يا أحباب حبيب الله، يا عشاقَ محمد: صَلُّوا على رسول الله محمد!
الله عَظَّمَ قَدْرَ جــاهِ محمَّدٍ * فأناله فَضْلاً لديــه عظيمًا
في مُحْكَمِ التنزيلِ قال لخَلْقِهِ * صَلُّوا عليه وسَلِّموا تسليمًا
فيشهرِ ربيعٍ الأولِ شَعَّ نُورُ النبيّ محمّدٍ عليهِ الصلاةُ والسلامُ، في الثاني عشرَ من شهرِ ربيعٍ الأولِ كانَ مولدُ خيرِ الكائناتِ محمّدٍ عليهِالصلاةُ والسلامُ.
والاحتفالاتُ تتوالى، والخُطَبُ في مدحِ نبينا محمدٍ عليهِ الصلاةُ والسلام تتكاثرُ وتَتَلالا، والأناشيدُوالأشعارُ في مدحِ خيرِ البريةِ صلى الله عليه وسلم تتَتَالى وتتعالى، تعلو بها حناجرُ المنشدينَ رغمَ أنوفِ نفاةِ التوسلِ، رغمَ أنوفِ المشبهةِ،رغمَ أنوفِ المجسمةِ مبغضي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. يقولُ الله تعالى في القرءانِ الكريم: }مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّنرِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمًا{ [سورة الاحزاب].
بُعِثَرسولُ الله صلى الله عليه وسلم وكانَ ابنَ أربعينَ. وقَد ولدَ صلى الله عليه وسلم في مكةَ عامَ الفيل، وبُعِثَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ في مكةَأيضا يدعو إلى الله تعالى، إلى هدي دينِ الإسلامِ الذي سبقَهُ به جميعُ إخوانهِ الأنبياءِ والمرسلينَ.
هذا النبيُّ العظيمُ كانتسيرَتُهُ عَطِرةً. كانَ خُلقه الحَسَنُ معروفًا مشهودًا له بهِ قبلَ النبوةِ وبعدَها. فقد عُرِف صلى الله عليه وسلم مَعَ أنهُ نَشَأ يتيماعُرِف بأنهُ الصادقُ الأمينُ عُرِفَ بالأخلاقِ الساميةِ والعاداتِ الحسنةِ الطيبةِ.
لم تُعرَف على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ولا رذيلةٌ واحدةٌ لا قبلَ النبوةِ ولا بعدَها. اصطفاهُ الله تعالى علىالعالمينَ، جَعَلَهُ ربُّهُ أكرمَ النبيينَ، فضّلَهُ الله تعالى على جميعِ الخلائقِ أجمعينَ.
هذا النبيُّ العظيمُ الذي يحتفلُ المسلمونَ بمولدهِ لا بُدَّ لنا من أن نُعَرّجَ على صفاتهِ الكريمةِالعظيمةِ، ولا بدَّ لنا من أن نُذَكِّر المسلمينَ بأحكامٍ إسلاميةٍ عظيمةٍ كريمةٍ جاءَ بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن محبةَ النبيّ عليهِالصلاةُ والسلامُ تكونُ بالإيمانِ بهِ صلى الله عليه وسلم.
أليسَالله تعالى يقولُ في القرءانِ الكريم: }قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ{ [سورة ءال عمران].
فمنأنكرَ نبوةَ محمدٍ عليهِ الصلاةُ والسلامُ فهو مكذبٌ بالله تعالى. ومن شَكَّ في نبوةِ محمدٍ عليهِ الصلاةُ والسلامُ فهو مكذبٌ بالله تعالى. ومننفى أو توقَفَ في نبوةِ محمدٍ عليه الصلاةُ والسلام لا يكونُ مؤمنًا بالله تعالى؛ وذلكَ لأن الله تعالى قالَ في القرءانِ الكريمِ: }وَمَن لَّمْيُؤْمِن بِاللهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا{، وفي غزوةِ تبوكَ أصابَ الناسَ قَحطٌ ومجاعةٌ فأقبلوا إلى النبيّصلى الله عليه وسلم وقالوا لَهُ: يا رسولَ الله لو أذِنتَ لنا فَنَحَرْنا نواضِحَنا، فقالَ لهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "افعلوا" فقالَ عمرُرضيَ الله عنه: يا رسولَ الله لو أذنتَ لهم قلَّ الرَّكْبُ، ولكن ادعُهُم بفضلِ أزوادِهِم، وادعُ الله لهم عَلَيْهَا بِالبَرَكَةِ. فجعَلَ الواحدُمنهم يأتي بكِسْرةِ خُبْزٍ، والآخرُ يأتي بكفِ تمرٍ، والآخرُ يأتي بكفِ حِنطَةٍ، وبَسَطَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم النّطْعَ ـ الجلدَ ـفاجتمعَ على النّطعِ شىءٌ يَسيرٌ مما جمعوهُ من مُعَسكرهم، فقالَ لهمُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "خذوا في أوعيَتِكم". فما تركوا في العسكرِوعاءًا إلا ملأوه وفضَلَتْ فَضْلَةٌ فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسولُ الله لا يلقى الله تعالى بهِما عبدٌغيرَ شاكٍ إلا دخلَ الجنةَ".
هذهِ معجزةٌ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقد كَثّرَ الله القليلَ بدعائهِ صلى الله عليه وسلم.
فياأحبتي، الجنةُ حرامٌ على من كذّبَ الله، الجنةُ حرامٌ على من كذّبَ رسولَ الله، الجنة حرامٌ على من شكَّ في وجودِ الله، الجنةُ حرامٌ على من شكَّ فينبوةِ رسولِ الله، الجنةُ حرامٌ على من سخِرَ من الله، الجنةُ حرامٌ على من سَخِرَ من رسولِ الله، الجنةُ حرامٌ على من استهزأَ بالله، الجنةُ حرامٌعلى من استهزأَ برسولِ الله، الجنةُ حرامٌ على من سبَّ الله، الجنةُ حرامٌ على من سبَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم . ومات ولم يرجع عن كفره إلىالإسلام بالشهادتين وليس بقول أستغفر الله.
أليسَ اللهتعالى يقولُ: }قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ{ أي قُلْ لهم يا محمدُ }قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ{. هذا النبيُّ العظيمُ وجميعُ إخوانهِ من النبيينَ والمرسلينَ الله تعالى اصطفاهم على سائرِ خلقهِ. كلهم موصوفونَ بالصدقِ يَستحيلُ عليهمُ الكذبُ،كلهُم يجبُ لهم الصدقُ فيستحيلُ عليهمُ الكذبُ. أنبياءُ الله تعالى كُلُّهُمْ تجبُ لهم الأمانةُ فتستحيلُ عليهم الخيانةُ. كلهم تجبُ لهمالصيانةُ فتستحيلُ عليهمُ الرذالةُ.
فما يوردُه بعضُالقصّاصينَ، وما يوردُه بعضُ المؤلفينَ من أن نبيَّ الله يوسفَ همَّ بالزنا بامرأةِ العزيزِ ـ عزيزِ مصر ـ فهذا تكذيبٌ للدينِ لا يرضاهُ الله تعالى،منافٍ للإسلامِ والإيمانِ.
وتجبُ لهم الشجاعةُ فيستحيلُ عليهمُ الجبنُ. لا يوجدُ في الأنبياءِ جبَانٌ. الأنبياءُ عليهمُ الصلاةُوالسلامُ يجوزُ في حقهِم الأمراضُ غيرُ المنفرةِ فيستحيلُ عليهمُ الأمراضُ المنفرةُ، فن هنا يُعلم بُطْلانُ ما يُنسَبُ إلى نبيِ الله أيوبَ عليهالسلام. إِذْ قَدْ مَرِضَ ثمانيةَ عشرَ عامًا، وأذهبَ الله له جميعَ مالِهِ وجميعَ أولادِهِ، إلا أنهُ لا يصحُّ أن يقالَ: صارَ الدودُ يخرجُ منهُويَتَسَاقطُ من بدنهِ، حتى قالوا: إن نبيَّ الله أيوبَ صارَ يلتقطُ الدودَ ويعيدُهُ إلى مكانهِ!! أعوذُ بالله من الشيطانِ الرجيمِ، ما هذهِ السخافاتُالتي يَرويها كثيرٌ من الناسِ في حقِ أنبياءِ الله تعالى ولا يرضَونَها لأنفُسِهم. كثيرٌ من الخطباءِ إن قرأوا صحيفةً أو مجلةً أو سمِعوا خبَرإذاعةٍ يقولونَهُ من غيرِ تحققٍ، يقرأونَهُ ويَرْوُونَهُ على المنبرِ أو في الدرسِ، حتى إن بعضَ الخطباءِ قالوا إن هذهِ الأرضَ متوقفةٌ على ظهرِ حوتٍضخمٍ لهُ ستةَ عَشَر ألفَ رأسٍ! ما هذهِ الرواياتُ المختلقَةُ التي يرويها كثيرٌ من القَصَّاصينَ على منابرِ الجُمعةِ.
الأنبياءُعليهمُ الصلاةُ والسلام كلُّهم نشأوا على الإيمانِ قبلَ النبوةِ وبعدَها لم يحصل منهم شَكٌّ في الله، لم يحصل منهم أيُّ كفرٍ بالمرةِ فيستحيلُ عليهمُالكفرُ والكبائرُ والرذائلُ وصغائرُ الخسة والدَّناءَةِ قبلَ النبوةِ وبعدَها كَسرقَةِ لُقْمَةٍ، أو حبةِ عنب.
فهؤلاءِ الأنبياءُالعظماءُ، هُمُ الذينَ جعلَهُم الله تعالى قُدوةً للناسِ واننا اليوم نَحتفلُ بذكرى مولدِ سيدِ العالمينَ وخاتمِ الأنبياءِ والمرسلينَ سيدِنامحمدٍ صلى الله عليه وسلم.
أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرعٍ عظيمٍ بَيَّنَ فيهِ الحلالَ والحرامَ، بيّنَ فيهِ الواجبَوالمندوبَ والمكروهَ، بيّنَ فيهِ الباطلَ والصحيحَ، فطوبى لمن تعلمَ دينَ الله وطَبَّقَ على نفسهِ وعلّمَ والديهِ وزوجتَهُ وأولادَهُ وأحبابَهُوجيرانَهُ ممن يسمعونَ النُّصحَ. أليسَ الله تعالى يقولُ: }قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ{.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمدلله رب العالمين الرحمٰن الرحيم مالك يوم الدين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين، وأشهد أن لا إله إلا اللهوحده لا شريك له وأشهد أنّ محمَّدا عبده ورسوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى كُلّ رَسُولٍ أَرْسَلَهُ.
أما بعد فياعبادَ الله، اتقوا الله في السر والعلنِ، وواظِبوا على حضورِ مجالسِ علمِ الدينِ، والتزموا أحكامَ دينِ الله تعالى، أحكامَ شرعِ الله تعالى، تكونواحقيقةً ممن يتبعونَ الرسولَ النبيَّ الأميَّ الاتباعَ الصحيحَ الكاملَ، أما مجردُ حفظِ الأناشيدِ، أما مجردُ توزيعِ الحلوى والأطعمةِ، أما مجردُ نشرِالزينةِ هنا وهناكَ من غيرِ التزامِ أداءِ الواجباتِ واجتنابِ المحرماتِ فهذا لا يرضاهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، إنما الذي يُحبهُ رسولُالله صلى الله عليه وسلم لنا أن نؤديَ الواجباتِ التي فَرضَها الله تعالى ونجتنبَ المحرماتِ التي نهى الله عنها، وإظهارُ هذهِ الشعائرِ مجردًا عنأداءِ الواجباتِ واجتنابِ المحرماتِ لا يُغني، بل لا بُدَّ من أداءِ الواجباتِ واجتنابِ المحرماتِ، فلسنا نُقرُّ الفرقةَ المجسمة الشاذةَ التيتحرّمُ على المسلمينَ الاحتفالَ بمولدِ النبيّ صلى الله عليه وسلم، ومَعَ ذلك لا نُقرّ أولئِكَ المطربينَ الذينَ يُنشدونَ ولا يُصلونَ، الذينَيُطربونَ الناسَ بأصواتِهم ولا يُؤدونَ الواجباتِ ولا يجتنبونَ المحرماتِ، فاتّباعُ النبيّ صلى الله عليه وسلم يكونُ بأداءِ الواجباتِ واجتنابِالمحرماتِ.
هكذا بيّنَ لنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وإن نحن فعلنا هذا نكونُ متمسكينَ بما جاءنا بهِ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهوالحقُّ من ربِكم.
فالشعائرُ الدينيةُ أيها الأحبةُ المسلمونَ لا بد من أن تُصانَ، وأحكامُ دينِ الله تعالى لا بد من أننتعلمها ونُعلِمَها وننشرها بين الصغيرِ والكبيرِ. فلا تكتفِ أخي المسلمَ بمجردِ حضورِ الاحتفالاتِ وحفظِ الأناشيدِ سماعًا بل لا بدَّ لكَ من حضورِمجالسِ علمِ الدينِ، فإن العلمَ يحرسُكَ والمالَ أنت تحرسُهُ، فاحرص على أن تُحَصِّلَ ما يحرسُكَ لا أن تظلَّ ممن يضحَكُ عليهمُ الشيطانُ وهميلازمونَ الجهلَ في دينِ الله.
واعلَموا أنَّ الله أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ أمرَكُمْ بالصلاةِ والسلامِ على نبيه الكريم فقال }إِنَّالله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا {اللهمَّ صَلّ علىسيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ وبارِكْ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلىءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ، يقول الله تعالى:{يَا أَيُّهَاالنَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَىْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْوَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ الله شَدِيدٌ (2)}.
اللهمَّإنَّا دعوناك فاستجبْ لنا دعاءَنا فاغفرِ اللهمَّ لنا ذنوبَنا وإسرافنا في أمرنا اللهمَّ اغفرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهم والأمواتِ ربنَاءاتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقنا عذاب النار اللهم اجعلنا هداةً مهتدين غير ضالين ولا مضلين اللهمَّ استر عوراتِنا وءَامِن رَوعاتِناواكفِنا ما أهمَّنا وقِنا شرَّ ما نتخوف.
اللهم يا ربناارزقنا شفاعة نبيك وحبيبك محمد عليه الصلاة والسلام وارزقنا رؤيته الليلة وفي كل ليلة والسامعين يا رب العالمين. اللهم ارزقنا شَربةً من حوضهالمبارك بيده الشريفة الطاهرة الطيبة يا أرحم الراحمين شَربة لا نظمأ بعدها أبدا.
اللهم اجعلنا من القانتين العابدين الناسكين التائبين يا أرحم الراحمين واغفر اللهم للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهموالأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات.