ღ♥乂♥ღ رائحة ما بين الذكريات ღ♥乂♥ღ

هذه رواية من تأليفي ( وقد حاولت جعلها مميزة قدر الامكان )لم أقم بإنهائها بعد ولكن كلما أنهيت جزءا سأقوم بتنزيله آمل أن تعجبكن و أريد آرائكن الصريحة فيها (مع شكري لكل آرائكن ومقترحاتكن )

الفصل الأول : البداية فقط...

صباح هادئ تتأرجح فيه القليل من النسمات الدافئة في الهواء ، تلامس وجوه القلائل المارين من هنا والتي أنا هي واحدة منهم ، مضت ساعتان منذ أن خرجت من منزلي الكبير في العاصمة ، لأتجه إلى شقتي الصغيرة الموجودة في المدينة التي أسير في شوارعها الضيقة منذ قرابة الساعة ، فهناك الكثير من الممرات ، المداخل ، والشوارع ، من المؤكد أنكم محتارون من سبب مجيئي إلى هنا وترك منزلي الكبير المرفه؟ و الرد على تساؤلاتكم هو أنني مللت من حياة الغنى والترف ، و أردت أن أجرب المسؤولية ولو لمرة ، كما تفعل معظم صديقاتي ، و طبعا بعد جدال طويل تمكنت من إقناع أبي بالأمر ، لقد أخبرته بأنها أمنيتي الأكبر في الحياة ، و رغم أن هذا لم يعجبه بتاتا إلا أنه اقتنع في النهاية ، و سأثبت له أنني قادرة على تحمل المسؤولية بنفسي ، بالتأكيد لن أتخلى عن الجامعة فجامعتي قريبة جدا من الحي الذي سأسكن فيه ، وقد اخترت أحد أكثر الأحياء فقرا للتجربة الفريدة من نوعها ، و أنا الآن متلهفة جدا لرؤية شقتي التي سأستطيع أن آخذ حريتي فيها رغم أن أخي أخبرني بصغر حجمها ، صحيح أن منزلي كان كبيرا وواسعا، إلا أنني لم أكن أحب وجود الخدم فيه ، فانا لا أشعر بالراحة أو الحرية الكافية في وجودهم لا تسألوني ما السبب فأنا نفسي لا أعلمه.
ها أنا ذا قد وصلت إلى الشارع الأخير الذي علي اجتيازه ، ودعوني أصف لكم الشارع ، قذر جدا وضيق تصطف الكثير من البنايات البسيطة في جانبيه والتي تدل على الفقر الكبير الذي يلم بأصحابها ، أيضا يوجد الكثير من الشبان المركونين في أطرافه ، هؤلاء الذين تتلقفهم الشوارع في أحضانها منذ طفولتهم الزائفة ، تبدو الوقاحة جلية على نظراتهم و القذارة بادية على وجوههم ولباسهم ، ويبدو أن تصرفاتهم أيضا ستضاف الى القائمة عما قريب ، فعندما بدأت أقترب من المنزل وكنت على وشك عبور البوابة انتصب أحدهم واقفا أمامي يطالعني بنظراته الوقحة و تعلو وجهه ابتسامة جانبية خبيثة قطبت حاجبي وقلت :" بإمكانك أن تبتعد عن عن طريقي و تجنب نفسك الكثير من المشكلات التي أظنك في غنى عنها "
"ماذا ستفعلين يا جميلة "
"لا أظن أنك تريد أن تعرف فهذا أفضل لك و لي "
"لا في الواقع أتمنى أن أعرف "
"حقا "
حررت يدي في الهواء حتى وصلت وجهه فصفعته بقوة و تركت له تذكارا أحمر يظهر مدى قسوة ضربتي، بالنسبة لي أنا فخورة بنفسي وبالنسبة له فقد كان ينظر إلي بنظرة دهشة ممتزجة بالغضب المختنق ، قلت بجرأة : "هل ستبتعد أم لا .. هذا أقل ما يمكنني فعله أنت لم ترى شيئا بعد "
" ممممم ... هذا لم يكن متوقعا منك فأنت لا تبدين بهذه القوة .. ولكن لا تظني أنني سأبتعد بهذه السهولة ... وأتركك تمرين ... وخصوصا بعد أن شوهت وجهي "
" هذا أقل ما كنت تستحقه "
"حقا "
"نعم ...غريب جدا ... ألا تعرف مدى وقاحتك ؟ ... أنت تستحق أكثر من هذا بكثير "
"أيتها ال.. " قالها وهو يتقدم نحوي لقد كان على وشك أن ينقض علي ويقتلني حتى سمعت :
" تامر! .. توقف " أتى الصوت من تلك الفتاة الواقفة عند البوابة الداخلية للبناية والتي تقدمت إلى هذا الشاب و أمسكت بأذنه وشدتها بقسوة و سحبته و هو بدوره صار يشتم يهدد يصرخ ويحاول تحرير أذنه من يدها لقد كانت تجره خلفها بصعوبة ومحاولة أن تركز في مشيها إلا أنها نظرت إلي في أثناء مشيها و قالت بصوت مرتفع قليلا "اعتذر لك يا عزيزتي فهو لا يعرف شيئا عن استقبال الضيوف "
أشرت لها بيدي عن عدم مبالاة و قد اجتاحتني رغبة كبيرة بالضحك و كتمتها بصعوبة دائما لا تكتمل شجاراتي تماما و لو اكتملت أعتقد أن نهايتها موت احد الأطراف وهذا لن يكون جيدا أبدا ... سمعت بعض الشبان و علام يبدو أنهم أصدقاء الشاب الوقح (تامر) يصرخون ويشتمون .
أكملت مسيري نحو المدخل متجاهلة الشبان المهددين خلفي فأنا لا يهمني أحد على كل حال .

منقوله