إعادة بعض النباتات المنقرضة منذ ألاف السنين إلى الوجود من جديد ؟؟
تشير التقارير البيئية الحديثة إلى أن معدل إنقراض وتناقص الأنواع النباتية والحيوانية التي يشهده كوكبنا لم يحصل في الأرض منذ خمس وستين مليون سنة، حين انقرضت الديناصورات وللأسف وبهذه الوتيرة فنحن ربما نكون نقترب من حالة انقراض جماعية مماثلة لما وقع من قبل , وإذا لم يتم وقف التدهور الحالي الحاصل في البيئة، فإن العالم سيفقد وإلى الأبد نحو خمسة وخمسين في المئة من الكائنات الحية خلال فترة تتراوح ما بين خمسين ومئة عام من الآن. وعلى مدى الأعوام الثلاثين القادمة، يتوقع العلماء انقراض نحو ربع الثدييات المعروفة وعشر أصناف الطيور ونسبة كبيرة من النباتات وذلك نتيجة للتلوث البيئي وللتغير المناخي المطرد ولفقدان هذه الكائنات الحية الهامة مواطنها الطبيعية.
وفي خطوة إيجابية تمكن بعض علماء الزراعة من إعادة بعض تلك النباتات المنقرضة منذ ألاف السنين عن طريق التقانة الحيوية بالزراعة النسيجية وذلك إنطلاقا من إجزاء صغيرة كانت دفينة منذ القدم ؟؟؟
أعلن منذ أيام عن تمكن علماء في روسيا من استنبات نباتات من فاكهة خزنتها سناجب في الجليد قبل نحو 30,000 عاما.
ولقد عُثر على هذه الفاكهة بضفاف نهر كوليما في سيبيريا، التي تعد من المواقع البارزة بالنسبة لمن يبحثون عن عظام الحيوانات العملاقة.
ولقد قام فريق من معهد فيزيولوجيا الخلايا بأخذ نباتات “سيلين ستنوفيلا” من الفاكهة.وأشار العلماء في ورقة بحثية نشرتها دورية ” Proceedings of the National Academy of Sciences” إلى أن هذه أقدم نباتات يتم زراعتها مجددا.
وقبل ذلك، كان أقدم نبات يتم استنباته مجددا هي بذور أشجار نخيل حفظت لـ2000 عام في فلسطين.
يذكر أن رئيس فريق الباحثين الاستاذ ديفيد غيليتشنسكي مات قبل أيام قليلة من نشر بحثه.
ويتحدث الباحثون عن العثور على نحو 70 جحرا لسناجب على ضفة النهر. وذكروا أن كل الجحور التي وجدوها كانت على عمق ما بين 20 إلى 40 مترا وتوجد في طبقات تحتوي على عظام ثديات ضخمة مثل الماموث ووحيد القرن والغزلان والجياد.
ويبدو أن السناجب وضعت الفاكهة في أكثر الأجزاء برودة من الجحور، وتم تجميدها بصورة دائمة بعد ذلك، ربما بسبب برودة المناخ بهذه المنطقة.ولقد فشلت محاولات فريق الباحثين لاستنبات البذور الناضجة.ولكن في النهاية حققوا نجاحا عند استخدامهم “النسيج المشيمي” داخل الفاكهة
ويعلق رئيس قسم الحفظ والتقنية في بنك بذور الألفية البريطاني روبن بروبرت: “لم أفاجأ لأنه كان ممكنا العثور على مواد حية قديمة مثل هذه، وهذا تحديدا ما نبحث عنه. ولكن المفاجأة أننا وجدنا مادة قابلة للحياة من هذا النسيج المشيمي وليس من البذور الناضجة.”
وتركز نظرية الفريق الروسي على أن خلايا النسيج مليئة بالسكر الذي يمثل طعاما للنباتات المزروعة. ويعد السكر من مواد الحفظ، وتجري دراسات بشأن استخدامه كوسيلة للحفاظ على اللقاحات في المناخ الحار داخل أفريقيا من دون الحاجة إلى أجهزة تبريد.
ولذا ربما كانت الخلايا الغنية بالسكر قادرة على البقاء في صورة قابلة للحياة طوال هذه الفترة الطويلة.
وتنمو نباتات “سيلين ستنوفيلا” في السهل السيبيري. ووجد الباحثون اختلافا واضحا في شكل البتلات وجنس الأزهار بالنباتات الحديثة وتلك التي استنبتت من فاكهة قديمة، ولكن لم يتمكنوا من تحديد أسباب واضحة وراء ذلك.
ويشير العلماء إلى أن مثل هذا النوع من الأبحاث يمكن أن يساعد في الدراسات الخاصة بالتطور. كما أنها تلقي الضوء على ظروف بيئية على مدار آلاف من السنين الماضية.
وربما المقترح الأكثر جاذبية أنه قد يمكن استخدام نفس التقنيات لزراعة نباتات منقرضة في الوقت الحالي إذا كانت السناجب البرية في القطب الشمالي أو بعض الحيوانات الأخرى قامت بتخزين الفاكهة والبذور.
ويقول الدكتور بروبرت: “نتوقع أن البذور قابلة للنمو لآلاف وربما عشرات الآلاف من السنين ، ولكن لا أعتقد أن أحدا يتوقع بقاءها مئات الآلاف من الأعوام.”
ويضيف: ” هناك فرصة لاستنبات نباتات انقرضت بنفس الطريقة التي نتحدث بها عن إعادة الحيوانات العملاقة إلى الحياة.”