فضل قيام رمضان
ما هو فضل قيام رمضان؟
الجواب: يراد بقيام رمضان إحياء لياليه بصلاة التراويح، تحصيلا للأجر وتحقيقا للقربة إلى الله تعالى.
(كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [سورة الذاريات، الآيتان 17-18].
(تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) [سورة السجدة، الآية 16].
(أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [سورة الزمر، الآية 09].
ورغّب الرسول صلى الله عليه وسلم في قيام الليل في أحاديث كثيرة منها:
عن عبد الله بن سلام أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام) [رواه الترمذي].
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عبد الله لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل، فترك قيام الليل) [رواه البخاري ومسلم].
(أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) [رواه مسلم].
(عليكم بقيام الليل، فإنّه دأب الصالحين قبلكم، وهو قربة إلى ربكم، ومكفِّرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم) [رواه الترمذي].
(أتاني جبريل فقال: يا محمد عش ما شئت فإنّك ميت، وأحبب من شئت فإنّك مفارقه، واعمل ما شئت فإنّك مجزي به، واعلم أنّ شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزّه استغناؤه عن الناس) [رواه الحاكم والبيهقي].
كما رغّب الرسول صلى الله عليه وسلم في قيام ليالي رمضان في أحاديث منها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
(من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) [متفق عليه].
أي من أحيا ليالي رمضان بالعبادة بدافع التصديق والإيمان والإخلاص لوجه الله تعالى، تكفر سيئاته.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة القائمين، فعن أبي سلمة بن عبد الرحمن، (أنّه سأل عائشة أم المؤمنين كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: (ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعا، فلا تسل عن حسنهن وطولهنّ" ثم يصلي ثلاثا) [متفق عليه].
وعن عائشة رضي الله عنها (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة من جوف الليل، فصلى في المسجد، فصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهّد ثمّ قال:" أمّا فإنّه لم يخف عليّ مكانكم، لكنيّ خشيت أن تفرض عليكم، فتعجزوا عنها" [متفق عليه].