ماذا يريد بشار الأسد ؟
صرت اسأل نفسي كل يوم: ماذا يريد بشار الأسد من السوريين؟ كيف يمكنه أن يشعر أن باستطاعته أن يحكم سوريا مرة أخرى بعد أن فعل بمواطنيه ما فعل؟ هل يتصور سيادة الرئيس أنه قادر بعد الآن أن يقنع السوريين أنه الرئيس الأصلح لهم؟ في اعتقادي أن الأسد وصل إلى قناعة داخل نفسه أن الوقت فات وأنه لم يعد باستطاعته أن يحكم السوريين بعد اليوم، لكن لماذا هذا التسلط وهذا التعنت وهذا القتل اليومي للأبرياء، لماذا يريد أن يهدم المعبد فوق رأس كل السوريين؟ هذا السؤال المحير تكمن إجابته في من يقف وراء الرئيس، فمرة نسمع أن أخاه هو من يدير البلد وهو المسؤول عن القتل ومرة نسمع أن أمه هي التي تتحكم في الأمور في سوريا، والذي يظهر لنا أن من يدير سوريا هم مجموعة من المنتفعين الذين لم يفكروا في يوم في مصير سوريا ومستقبلها ولم يقفوا للحظة واحدة من أجل العمل لمصلحة المواطن السوري.
اين جامعه الدول العربيه
المشاكل التي يعاني منها العالم العربي، لا تتناسب مع الصورة الهزيلة التي عليها الجامعة العربية، فمن المعيب فعلا أن يكون الشارع العربي أقوى من الجامعة، فهذا الشارع صار يفرض التغيير، بينما تقف الجامعة عاجزة. إن هذا يكرس الفوضى، فإذا كان الشارع بادر بالتغيير يجب أن تقوم الجامعة بدورها وأن تعيد تنظيم هذا الشارع وتحقق رغباته. يجب أن تتخلص الجامعة من كونها مؤسسة أنظمة إلى مؤسسة المواطن العربي. في الحقيقة، أشعر بحماس كبير إلى إعادة هيكلة الجامعة العربية، بل إنني أتمنى أن تعبر هذه الجامعة عن صوت الجماهير العربية، لأني على قناعة أنه سوف يفوتها القطار وسيهملها المواطن العربي الذي صار يبحث عن بدائل أخرى يعبر بها عن صوته، بل ويرفعه عاليا دون خوف أو تردد، فإما ان تقف الجامعة وتحاسب نفسها وتسأل الأسد ماذا تريد، وإلا سوف يسأل الشارع العربي الجامعة نفسها وسيقول لها: "ماهو دورك على وجه التحديد".