موضوع: هل صلاة المخاصم تقبل عند الله تعالى ؟ الخميس أكتوبر 04, 2012 6:51 pm
إن انتشار التهاجر والتخاصم بين المسلمين من أخطر العوامل التي تفتت المجتمع المسلم وتضعف قوته ، لذا حذرنا النبي صلى اللّه عليه وسلّم منه أشد التحذير . فتعال أخي الحبيب نستعرض هذا الداء الوبيل من خلال النقاط التالية :
- هل صلاة المخاصم تقبل عند الله تعالى ؟ - ما عقوبة من هجر أخاه لمدة سنة ؟ - هل الكبر علي أهل الكبر صدقة ؟ - صاحبي هو الذي أخطأ في حقي, فإذا بدأته بالصلح سيقول الناس أنني ذليل و مهان !!! - جاري هو الذي أخطأ في حقي, فالإثم عليه هو ، ويجب عليه أن يبدأ بالصلح ، أما أنا فليس علي ذنب !!! ...................................
- هل صلاة المخاصم تقبل عند الله تعالى ؟
روي مسلم بسنده عن أبي هريرة - رضي اللّه عنه - أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم ، قال : « تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ فِي كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ وَاثْنَيْنِ ، فَيَغْفِرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ ، لِكُلِّ امْرِئٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا ، إِلَّا امْرَأً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ ، فَيُقَالُ : ارْكُوا ( أي أخروا ) هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ، ارْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا »
ولعل هذا من أشد الأحاديث ترهيبا من الهجر ، فالمسلم لما يعلم أن صلاته وصيامه وكل عمل صالح يعمله يؤخر قبوله حتى ينهي الخصومة الدنيوية مع أخيه المسلم ، فينبغي أن يكون هذا من أقوى الدوافع له لإنهاء الخصومة .
ويشهد لهذا المعني ما رواه ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : « ثَلَاثَةٌ لَا تُرْفَعُ صَلَاتُهُمْ فَوْقَ رُءُوسِهِمْ شِبْرًا : رَجُلٌ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ ، وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ ، وَأَخَوَانِ مُتَصَارِمَانِ ( أي : متخاصمان) » (حسنه الإمام النووي في كتابه: خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام: 2/703)
- ما عقوبة من هجر أخاه لمدة سنة ؟
روي أبو داود عن أبي خراش السلمي - رضي اللّه عنه - أنّه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم يقول : « مَنْ هَجَرَ أَخَاهُ سَنَةً فَهُوَ كَسَفْكِ دَمِهِ » (صححه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة برقم:928)
- هل الكبر علي أهل الكبر صدقة ؟
كثير من المسلمين يظنون هذه العبارة ( الكبر علي أهل الكبر صدقة ) حديثاً صحيحا ، وبالتالي قد يهجر المسلم أخاه المتكبر – حسبما يراه – ولا يرى في ذلك أي غضاضة ، بل يرى أنه يتصرف متبعا لحديث صحيح فهو مأجور علي هذا الهجر ، بينما لو رجعنا إلي أهل العلم المعتبرين لعلمنا أنه حديث لا يثبت ، كما نص علي ذلك العلامة ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير(24/51) . وإنما ينبغي علينا أن نستشعر أن المتكبر عنده من المرض النفسي و الهم الداخلي ما يحتاج معه إلي أن نصبر عليه ، ونجتهد في دعوته إلي سبيل المتواضعين ، لعل الله أن يجعلنا سبباً في هدايته .
- صاحبي هو الذي أخطأ في حقي, فإذا بدأته بالصلح سيقول الناس أنني ذليل و مهان !!!
روي مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : « ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله » وواقع الناس ينطق بلسان الحال مصدقا لهذا الحديث ، فتجد المسلم المتصف بالعفو ذا مكانة بين الناس ، ويجعل الله تعالى له في قلوب عباده ودا و إكباراً ، بعكس المسلم الشديد الخصام ، الذي يحرص دائما علي أن يحصل علي حقه كاملاً غير منقوص .
ثم إن الأصل أن المسلم ينهي الخصومة طلباً لرضا الله تعالى ، وخوفا علي عمله الصالح ألا يقبل عند الله ، فإذا كانت هذه نيته فلا يضره كلام الناس مهما قالوا . كما أن رضا الناس – في الغالب – غاية لا تدرك ، فإذا صالحته فسيقال : ذليل و مهان ، وإذا صممت على الخصام فسيقال : مغرور ومتكبر ، فالعاقل الحصيف هو من يقدم رضا رب الناس على كلام الناس .
- جاري هو الذي أخطأ في حقي ، فالإثم عليه هو ، ويجب عليه أن يبدأ بالصلح ، أما أنا فليس علي ذنب !!! عن أبي أيّوب الأنصاريّ- رضي اللّه عنه - أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم قال : « لا يحلّ لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا ، وخيرهما الّذي يبدأ بالسّلام » فلم يقل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم أن المخطيء يجب عليه أن يبدأ بالسلام ، ولكن قال( وخيرهما الّذي يبدأ بالسّلام ) فكن أخي الحبيب خير الرجلين ، ولا تعرض أعمالك الصالحة لعدم القبول عند الله تعالى لأجل عرض من الدنيا قليل .
كما أذكرك أخي الحبيب أن أخاك الذي تخاصمه غالبا ما يصور له الشيطان أنك أنت الذي أخطأت في حقه ، وليس هو ، فلا تدع الفرصة للشيطان أن يتسلط عليكما ، وبادر بإنهاء الخصومة بالتوجه إلي أخيك الذي تخاصمه ، وإلقاء السلام عليه بوجه بشوش وصدر منشرح ، فإن قبل منك فذاك ، وإلا فوسط طرفا ثالثا يتدخل بينكما لتقريب وجهات النظر ، وبعد إنهاء الخصام ، أنت بالخيار : إن رغبت أن تستمر في مصاحبته مع اجتهادك في تصحيح أخطائه فلك ذلك ، وإن شعرت أن ذلك يصعب عليك ورغبت أن تقتصر في علاقتك به على الحد الأدني من العلاقة بين المسلمين فلك ذلك . وإذا علم الله تعالى صدق نيتك فسوف ييسر- سبحانه - كل عسير ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)
__________________
همسات حائرة عضو مشارك
ساعة الأميرة عهد : عدد المساهمات : 19 تاريخ التسجيل : 04/10/2012
موضوع: رد: هل صلاة المخاصم تقبل عند الله تعالى ؟ الجمعة أكتوبر 05, 2012 10:00 am
بارك الله فيك اخى<br>وجعله الله فى ميزان حسناتك<br>تقبل مرورى على صفحتك العطرة<br>
الأميرة عهد المديره العامه
ساعة الأميرة عهد : عدد المساهمات : 5629 تاريخ التسجيل : 14/04/2012
موضوع: رد: هل صلاة المخاصم تقبل عند الله تعالى ؟ الإثنين أكتوبر 08, 2012 7:42 pm
مى عضو ملكى
ساعة الأميرة عهد : عدد المساهمات : 208 تاريخ التسجيل : 24/12/2012
موضوع: رد: هل صلاة المخاصم تقبل عند الله تعالى ؟ الخميس ديسمبر 27, 2012 12:37 pm
عندما دخلت الموضوع وقرات الاسم حينها ادركت ان لهذا الاسم حظورا طاغيا .. مبدعا قدَّمَ ويقدّم لنا اجمل واروع المواضيع. فهنيئا لنا بما تقدمه يداك خدمةً للمنتدى وللاعضاء وللزوار