روح الاسلام في محاسبة النفس ***
لابد للمسلم من مراقبة نفسه ومراجعة افعاله وتصرفاته في كل يوم ففي ذلك ترويض للنفس وتحصين لها من الوقوع بالمنكر لان (النفس امارة بالسوء ) , وما ان تركت زاغت عن الحق وانحرفت في الاثام واتباع الشهوات كما في قوله تعالى (( ونفس وما سواها * فالهمها فجورها وتقواها * قد افلح من زكاها * وقد خاب من دساها )) , ومن اراد ان يحاسب نفسه فليجعل منها قياسا للتطبيق فما ضره لا يصبه الاخرين وما نفعه نفع به الاخرين وانتفع , فتلك هي صفات المؤمن , فعن الامام ابي عبد الله (ع) قال : ( ان رجلا اتى النبي – صلى الله عليه واله – فقال له :يا رسول الله اوصني , فقال له نبي الرحمة – صلى الله عليه واله – فهل انت مستوصٍ ان انا اوصيتك ؟ , حتى اذا قال له ذلك ثلاثا , وفي كلها يقول الرجل : نعم يا رسول الله , فقال له رسول الله – صلى الله عليه واله - : فاني اوصيك اذا ؛ ان هممت بامر فتدبر عاقبته , فان بك رشدا فامضه وان بك غيا فانته عنه) .
وكان الائمة المعصومون عليهم السلام خير مثال على محاسبة النفس , والاحاديث الواردة عنهم عليهم السلام كثيرة بهذا الشان ومن تلك الاحاديث .. قول الامام موسى بن جعفر عليه السلام حيث قال : ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فان عمل حسنة استزاد الله تعالى وان عمل سيئة استغفر الله تعالى منها وتاب ) .
وفيما يخص هذا الحديث ليس في الائمة من يرتكب معصية لانهم معصومين عن ارتكاب الخطا والمعاصي , وانما قدم الامام موسى بن جعفر عليه السلام مثالا رائعا على محاسبة النفس , ومن حاسب نفسه فاليحمد الله على ذلك , وستغفر ربه ويتوب ان ارتكب ذنب حتى ولو كان صغيرا حيث يقول الامام علي بن ابي طالب عليه السلام : ( اشد الذنوب ما استهان به صاحبه ) .
ومحاسبة النفس لها منزلة كبيرة عند الله ورسوله الكريم ( صلى الله عليه واله ) حيث اسماها ( صلى الله عليه واله ) بالجهاد الاكبر , واخيرا اقول : من حاسب نفسه وجدها ومن تركها ظل .