سأسهرمع الليل
فالليل أرحم بي من هموم النهار
وزحمة دمع الأسى
وانتظار الجنون
وبعد المسار
سأسهرمع الليل
قد يشرق الليل بعد الغياب ببرق الأمل
وألقى به وجه الحبيب الغالي
فترنو الوجوه وتبكي الدموع المقل
سأنتظر الليل
قد أتناسى وقد أستعيد به الذاكرة
ربما استبيح الجنون
وأسمع بوح النجوم
وأشكو إلى نجمة ساهرة
وأقرأ فوق جبين الهلال اسمه
للحظة عابره
ربما ألتقي طيفه سائرا
ربما ألتقي به هنا سائرا
ربما ينفض الآهة عني
ويمسح عن مقلتي دمعتي الحائر
ربما لا تحس بأوجاع عيني تلك العيون
ولا تعرف الدمع مثلي
ولم تسمع الآهة قبلي
ولا يحزنون
وما جربت فقد أغلى لقاء
سأبكى الوداع
وما شعرت مرة
بالأسى
بالعناء
بالجوى
أو درت بالتياع
فآهٍ علي ... وآهٍ على مقلتي الجياع
وآهٍ على خافقي المحب
ما ذاق حضن الحنان
وما ذاق أمن أو أمان
يئست ومليون يأس يغادرني منهكا
أفقت على غيبتي عن هواه
وشوقي إليه زكى
أقول غداً
وغداً يعلن الانسحاب
كأمس الذي تركني
سألت النهار الربيعي عنها
فخار هنا وبكى
وسألت الشتاء
وأجراس ذكرى الشتاء
فما من جماد حكي
تهت في حيرتي
لا السماء تحدثني كيف تأتي
ولا البحر
والشمس
والبدر
والليل
سأسهرمع الليل
يأخذني كالجريح إلى حضنه المترقب
كي تشتق لعنة البعد مني
فلم يبق لي في النهار شعور
ولم يبق لي فيه حتى التمني
وحتى العصافير ليس لها رغبة أن تغني
وكل الورود تراود رغبتها بالتبسم
والشمس تشرق مطعونة بالأسى
والسماء ملبدة بالحنين إلى الليل
والضوء أصبح أبن الصباح فقط بالتبني