تحت أشجار التوت

تحت أشجار التوت

على ضفاف نهر الذكريات

ألمح ذكرى عشقى الطفولى

جلست أقلب الصفحـات

مطويات ذلك العشق الأزلى

أخذت تجول بى الذكريات

بعد أن عصفت بها رياح تائهة

حتى تساقطت من أمامى أوراق

تشبه أوراق الخريف البالية

كنت أجلس عند ذلك الشاطئ

وحيداً

وأنا أتأمل تلك الطبيعة

فبدأت أتساءل باسم الحنيـن

أتذكـر حينمـا كنت طفـلأ

التقيكِ وسط أغصان الربيع

لنلهو معاً مابين فراشات الورود

ونسمات الهواء البديع

وننام بعد أن نملأ الدنيا ضجيج

أتدرين ؟

كنت ألمح في عينيكِ

بريق حب نقى

وبوح عشق خفى

لم اعهده من قبل

كنت أتجاهل مشاعركِ

رغم حبى لاختلاس النظر إليكِ

لألمح العشق بعينيكِ

فأختفى ولا أبـالى بكِ

إلى أن نمت بذرة حبـكِ الأزلى

بقلبى بكيانى بشرايينى

حتى دون أن أسقيها

من رحيق حبكِ وشغفكِ بى

أخذت أغمض عينى المرهقتين

وأتذكر وكأننى أغفو في جنة من صنعكِ

فتبـادر لمخيلتى طهر وجهكِ البرئ

وضعت يدى على قلبى

وأنا أتحسس بساتين أزهاركِ

تتفتح بقلبى كل صباح

أمان يسكننى

وأمل يسبقنى

وخوف يقتلنى

وسعادة تلوح لأيامى

ترى ما الذى يعترينى ؟؟؟

وأى مجهول ينتظرنى ؟؟؟

لقد أحدثتى فوضى عارمة بقلبى

كنت أرقبكِ كل مساء

من خلف أستار الكلمات

لأتأمل كل تفاصيل حديثكِ

دون علمكِ

وأنا أخفى بقلبى حبكِ

ويعود كيانى بوجودكِ

فما أسعد أوقاتى حينما تأتين

وما أشد حنينى حينما تتحدثين

وما أتعسنى حينما تختفين

ورغم طول صمتى

أصبحت ألملم شتات مشاعر قلبى

كي لاتدركين ما بى

وتورايت عن عينيكِ خجلاً

وكأنكِ مليكتى

بعد أن خالطتنى براءة حسن محيـاكِ

كنت اتأملكِ دائماً

من خلف زوايا نافذتى الصغيرة

فقد أحببتكِ لأنكِ قدرى

أخذت أنسج بك حلماً صبيانى

بأننى لكِ وبأنكِ لى وحدى

أمليت ذلك الحلم لعقلى

فلم أجده معى

فقد غيبته متاهات حبكِ

وأسرار عشقكِ

فأخذت أمليه على قلبى

فأمطرنى دموعاً وآهات

وكالمجنون ذهبتت مسرعاً

أبحث عنكِ بالطرقات

عند مجالسنا القديمة

بين أشحار التوت

على شاطئ ذلك النهر البعيد

حينها بدأت أهتف بأسمك

وأناديكِ بحنين الذكريات

أين أنتِ أين ؟

لأبوح لك بحسرات قلبى

ودموعى التى تنهمر كل مساء

فوجدتك تبكين لرحيلى

أرتميت بين أحضانكِ

كـطفل شريد

يطفئ نيران قلبه

بمياه عشقكِ الفريد

فأخذت أقاسمكِ الأنفاس

وأتنفسكِ كرائحة أرض

بعد الرى والارتواء

اقتربت إليكِ لأهمس لكِ

أتعلمين بأننى حينما أرحل

أخشى عليكِ من عشق نبضات قلب

يوردك حافة الجنون

ويبلغنى منتهاى

فأحن إلى ذكرياتى

فأندم وتدمع عيناى

ياحزن غدى ويا بؤس أمسى

تعصف بي ريح الحنين

تقتلعنى من موطنى

فتغيبنى عن الحياة

ولكنكِ .. رحلـتى

قبل ان تنطقى بوعدى

فهنا كبرت وتذكرت سخفـى

عجيب أمرك أيها الحب

فما أجمله وما أروعه

وما أقساه على نفسى الهزيلة

وما أشده على أيامى الحزينة

رائع ما كتبت هنا من احساس ومشاعر جياشه
فالكلمات تتراقص على نوته
فتخرج منها أعذب الالحان
دمت بود
وننتظر منك كل جديد
تقبل مرورى البسيط ووردى