فوق الاشجار في سماء الرحمن
طافَ الرّبيعُ بغصنِها الفينانِ
حطّ الطيور على الغصونِ برقةٍ
ويَلُفّنا عبقُ الزهورِ فننتشي
في سحرِه تتعانقُ العينانِ
جلستْ وفي أحداقِها
ساحٌ فسيحٌ للوغى
أمنٌ وخوفٌ في الهوى ضدانِ
قالتْ حبيبي يا هوايَ وملجئي
ومَليكَ قلبي في الغرامِ
ومُلْهمي وزماني
ما بالُ كل الطيور تفرقوا
حطّ النّوى برحالهِ
بعد الغرامِ تقاذفتهمْ
لوعةُ الحرمانِ
أخشى علينا منْ مصيرٍ مظلمٍ
من مُبغ
أودى بمنْ همْ قبلنا
يُودي بنا لمواقدِ النيرانِ
عبثتْ بخصلةٍ منْ ريشها
وعلى مياسمِ ثغرِها
أوْدعتُها قُبَلاً تبوحُ بكلِ ما أشجاني
وجعلتُها بين الضلوعِ عصفوره
وأحطتُها
ومسحْتُ دمعاً همّ بالجريانِ
خبّرتُها أنّ الهوى قاضٍ
وحينَ يَخطُ حُكماً يذعنُ الطرفانِ
والحبُ بينَ الطيور مخلدٌ
إنْ باعدتْ جسداً تصاريفُ القدرْ
فالحبُ باقٍ ساكنُ الوجدانِ
ودعي الهواجسَ واعلمي
إنْ فرقتنا في الهوى أقدارُنا
يوماً ستجمعُنا يدُ الرحمنِ