يعلن العلماء والباحثون أن الأطفال الرضع الذين يبكون بشكل متواصل ولديهم اضطرابات في التغذية والنوم معرضين بشكل كبير للمعاناة من مشكلات سلوكية خطيرة على مدار حياتهم المستقبلية.
وبناء على بحث نشر في دورية أرشيف أمراض الطفولة أعلن أن واحداً من كل خمسة أطفال لديهم أعراض يمكن أن تؤدي إلى إصابات مرضية مثل حالات الإعاقة، حيث ظهر هذا من استعراض دراسات سابقة رصدت ما يقرب من 17000 طفل.
بالرغم من ذلك ينصح خبراء صحة الطفل بعدم المبالغة في القلق بسبب هذه النتائج، فبكاء الرضع شيء طبيعي، لكن عندما يفرط الطفل في البكاء بعد عمر الثلاثة أشهر لأسباب بعيدة عن معاناته من تقلصات يصبح هناك مشكلة.
وقد وجد مجموعة من الباحثين أن ذلك يعد مشكلة مثل مشكلة التغذية والنوم، كما سيكون من الخطأ بالنسبة للناس أن يشعروا بالقلق الزائد.
بمقارنة البيانات من 22 دراسة منذ 1987 إلى عام 2006، وجدوا ارتباطاً بين هذه المشكلات ومشكلات تحدث فيما بعد على مدار حياة الطفل.
المشكلات السلوكية:
هناك خطر متزايد من الإصابة بالإعاقة (عجز في الانتباه وفرط النشاط)، القلق والاكتئاب بالإضافة إلى السلوك العدواني، وهذا ما أظهرته الأبحاث التي أعلنت أن الطفل مع توفر حتى عامل واحد من عوامل الخطورة يصبح أكثر عرضة للمعاناة من مشكلات سلوكية.
تصريح البروفيسور (Dieter Wolke) للبي بي سي:
صرح البروفيسور (Dieter Wolke) من جامعة (Warwick) أن هناك زيادة في الخطورة تصل إلى 100%، وتتضاعف خطورة التعرض للاضطرابات السلوكية مع البكاء المفرط، ومشكلات النوم والتغذية.
رأي المستشار (Jane Valente):
قال طبيب الأطفال الاستشاري بمستشفى "جريت أورموند ستريت": سيكون من الخطأ أن يصاب الناس بالذعر المفرط على أساس هذا التقرير ويجب عليهم معرفة ظروف طفلهم بدقة.
وأضاف:
إذا تصرف الرضيع بطريقة تختلف عن أقرانه فيستحق حينها مناقشة هذه المشكلة مع متخصص في صحة الطفل.
لايمكن للدراسة أن تخبرنا لو أن مشكلات الطفل تسبب اضطرابات سلوكية فيما بعد بحياة الطفل، ويمكن أن يكون عرضاً مبكراً لتلك الأعراض والمشكلات في وقت لاحق.
وبينما كانت هناك علاجات لمشكلات البكاء، التغذية والنوم لدى الأطفال الرضع، لم يكن هناك أبحاث لتقييم أثرها في وقت لاحق بحياته.
وإذا تمكنت من منع المشكلات السلوكية بالتدخل المبكر، سيكون هذا عمل هام جدا من الناحية الصحية.
قال البروفيسور (Mitch Blair) - موظف تنمية الصحة بالكلية الملكية للطب وصحة الطفل - إن هذه الدراسة هامة، وقال إن للوالدين مهارة ملحوظة في معرفة ما إذا كان طفلهم يعاني من مشكلة ما، وبهذا تفرض هذه الدراسة عليهم الحاجة إلى الانتباه في مرحلة مبكرة لمنع تطور مشكلات صحية أو نفسية فيما بعد على مدار حياة الطفل المستقبلية.