نجح المنتخب المصري في التغلب علي نظيره البيلاروسيا مساء اليوم الأربعاء بثلاثة أهداف مقابل هدف في ثالث جولات الفراعنة ليضمن بذلك التأهل للدور ربع النهائي كثانٍ خلف سحرة البرازيل عن المجموعة الثالثة ضمن منافسات كرة القدم بأولمبياد لندن، ونجح أبناء النيل في جمع 4 نقاط من الخسارة أمام السامبا في الجولة الأولى بثلاثة أهداف لهدفين ثم تعادل أمام أراجواي بهدف لكل منهما وأخيرًا فوز اليوم.
و الآن إلى أبرز ملاحظات المباراة ...
الايجابيات:
ربما من المنطقي أن تكون أولي إيجابيات الفراعنة بالشوط الثاني خاصةً بعد الأداء الهزيل والمتواضع في الشوط الأول :
مع إنطلاقة الشوط الثاني قام المدير الفني هاني رمزي بإجراء تغيير بنزول مروان محسن المهاجم وأخرج لاعب الوسط المدافع شهاب الدين أحمد وهي جرأة مطلوبة جاءت بوقت سليم من هاني رمزي ولم يكن يتوقعها بعض منتقديه ، وساهم هذا التغيير كثيراً في زيادة الفاعلية الهجومية للمنتخب المصري وإستطاع اللاعب أن يكافيء مدربه بإحرازه للهدف الثاني .
استمرت جرأة رمزي بإخراجه للاعبه الكبير عماد متعب الغير موفق ونزول صالح جمعة الذي قدم مردود طيب في المباراة وزاد من حيوية ونشاط خط وسط المنتخب المصري خاصةً وأنه لاعب يجيد الإحتفاظ بالكرة والتمريرات المتقنة ، وإخراج أحمد فتحي ونزول عمر جابر الذي نجح في صناعة الهدف الثاني من كرة عرضية للمتألق محمد ابو تريكه.
الابقاء علي محمد ابو تريكه أكبر اللاعبين سناً بالملعب كان أمراً تكتيكياً رائعاً يحسب لرمزي لرغبته في ألا يفقد السيطرة علي وسط ملعبه التي تحققت بفضل تألق ابو تريكه وتمريراته الرائعة ومساهمته في الهدفين الأول والثاني وإحرازه الثالث ، وإنسجامه بصورة واضحة مع اللاعبين الصغار.
تألق حارس المرمي أحمد الشناوي اللافت للنظر الذي إستعاد مستواه من جديد لاسيما وأنه لم يكن حاضراً بقوة في المباراتين السابقتين ، وساهم تألقه بشكل كبير في الفوز المصري خاصةً وأنه إستطاع التصدي لكرتين في هجمة واحدة في أقل من ثلاثين ثانية وهي سرعة رد فعل يحسد عليها ، قبل أن يضيف المنتخب لمصري هدفين أخرين يريحان الأعصاب.
التسديد علي المرمي كان شيئاً إيجابياً للمصريين وشكلو خطورة حقيقية علي المرمي الروسي من خلال تسديداتهم في ظل صعوبة إختراق دفاعات الروسي الأبيض بالشوط الأول.
السلبيات:
وعلي النقيض فإن معظم سلبيات الفراعنة بالمباراة كانت بالشوط الأول :
كان من الغريب أن يبدأ المنتخب المصري مباراته مع روسيا البيضاء المصيرية بعماد متعب كمهاجم وحيد في الوقت الذي إستهل مباراته مع البرازيل بطلة العالم بمهاجمين !!
كان أداء المنتخب المصري في شوطه الأول أداءاً "روتينياً" بحتاً ولم يستطع لاعبو وسط الملعب إمداد مهاجمهم الوحيد عماد متعب بالكرات اللازمة لتحقيق الفاعلية الهجومية.
لعب أحمد فتحي مباراة ولا أسوأ وقد أكون غير مبالغ إذا قلت أنها الأسوأ في تاريخه فلم نري كرات فتحي العرضية تتخطي إرتفاع المتر ونصف علي الأقل لتصل لرؤوس المهاجمين، وكان علي المهاجم الوحيد عماد متعب الزحف أرضاً إن أراد أن يلعب الكرة برأسه !
كان تأخر الظهير الأيسر إسلام رمضان بالشوط الأول سلبياً للغاية من جانب المدير الفني هاني رمزي ولا أعرف حقيقةً ماهو السبب في ذلك خاصة مع التراجع الدفاعي الواضح للاعبي روسيا البيضاء ، وكان مطلوباً أن يتقدم إسلام رمضان لإمداد متعب بكرات عرضية لتعويض إخفاق فتحي من الناحية اليمني في إرسال كرات عرضية ناجحة.
مازالت الكرات العرضية تشكل خطورة بالغة علي الفراعنة ولم يتم معالجة ذلك الأمر حتي الأن من قبل الجهاز الفني ، وهي نقطة سلبية قد يستغلها منافسهم القادم في دور الثمانية إن لم يتم معالجة الأمر إلي جانب أن الهدف الأول لروسيا البيضاء أيضاً جاء من ركلة ركنية.
التحضير البطيء بوسط الملعب كان نقطة ضعف بالمنتخب المصري ، وفصل خط الوسطً عن خط الهجوم في ظل الكثافة العددية للاعبي روسيا البيضاء أمام منطقة جزائهم.
بعيداً عن الفنيات:
حماس الجماهير المصرية القليلة التي حضرت اللقاء وتشجيعهم المتواصل طوال المباراة كان إضافة قوية لتحفيز اللاعبين، ولا أجاملهم اذا قلت أنهم أحد أسباب فوز المنتخب المصري اليوم ، خاصةً وأن أصواتهم جعلت ملعب الهامبدن بارك ولأول مرة في تاريخه يتكلم عربي بلهجة مصرية !