إخواني الأعزاء
مع أعلم زوجات الرسول علما وفقها
مع أمنا الغالية الحبيبة بنت الحبيب
ولطول الكلآم عنها
سوف يكون إنشاء الله في سلسلة
أولآ المقدمة
إن ما دفعني للخوض في حياة
السيدة عائشة (رضي الله عنها) هو ما لهذه الإنسانة
من عقل نير، وذكاء حاد ، وعلم جم.
ولدورها الفعال في خدمة الفكر الإسلامي
من خلال نقلها لأحاديث رسول الله وتفسيرها
لكثير من جوانب حياة الرسول
واجتهاداتها .
وهي كذلك المرأة التي تخطت حدود دورها كامرأة
لتصبح معلمة أمة بأكملها ألا وهي الأمة الإسلامية.
لقد كانت (رضي الله عنها)
من أبرع الناس في القرآن والحديث و الفقه،
فقد قال عنها عروة بن الزبير
(( ما رأيت أحداً أعلم بالقرآن ولا بفرائضه
ولا بحلال ولا بحرام ولا بشعر ولا بحديث عرب
ولا بنسب من عائشة)).
وفي هذه النقطة البحثية تطرقت إلى ثلاث
مجالات تميزت فيهم السيدة عائشة وهي :
1. علمها وتعليمها .
2. السيدة المفسرة المحدثة.
3. السيدة الفقيه .
وقد اخترت هذه المجالات،
لأهميتها ولأثرها الواضح في المجتمع والفكر الإسلامي،
فهي (رضي الله عنها)
بعلمها ودرايتها ساهمت بتصحيح المفاهيم،
والتوجيه لإتباع سنة رسول الله .
فقد كان أهل العلم يقصدونها للأخذ من علمها الغزير،
فأصبحت بذلك نبراساً منيراً يضيء
على أهل العلم وطلابه.
تلكم هي عائشة بنت أبي بكر الصديق
عبد الله بن عثمان،
زوجة رسول الله وأفقه نساء المسلمين وأعلمهن
بالقرآن والحديث والفقه.
ولدت بمكة المكرمة في العام الثامن قبل الهجرة ،
تزوجها الرسول
في السنة الثانية للهجرة، فكانت أكثر نسائه
رواية لأحاديثه.
كانت من أحب نساء الرسول إليه، وتحكي
(رضي الله عنها)
عن ذلك فتقول
((فضلت على نساء الرسول بعشر ولا فخر:
كنت أحب نسائه إليه، وكان أبي أحب رجاله إليه،
وتزوجني لسبع وبنى بي لتسع (أي دخل بي)،
ونزل عذري من السماء (المقصود حادثة الإفك)،
واستأذن النبي r نساءه في مرضه قائلاً:
إني لا أقوى على التردد عليكن،
فأذنّ لي أن أبقى عند بعضكن،
فقالت أم سلمة:
قد عرفنا من تريد، تريد عائشة، قد أذنا لك،
وكان آخر زاده في الدنيا ريقي،
فقد استاك بسواكي، وقبض بين حجري و نحري،
ودفن في بيتي))
توفيت
(رضي الله عنها) في الثامنة والخمسين للهجرة.