الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبيَّ بعده،
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد ..
فإن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم تركنا على المحجة البيضاء،
ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالِك،
فما من خير إلا دلَّ أمته عليه، ومن شرّ إلا حذرها منه،
وأنذرها مغبَّةَ الحوْم حوله أو مقارفته والوقوع فيه .
القابضون الجمر
قال أبو ذر رضي الله عنه :
لقد تركنا محمد صلى الله عليه وسلم، وما يحرّك طائر
جناحيه في السماء،
إلا أذكرنا منه علماً .
ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم أخبر أمته بما سيكون بعده
من فتن ومصائب، ومِحَن وشدائد، وأيام عصيبة،
ووجَّههم إلى طريق النجاة من كل ذلك .
فتعالوا معي نستعرض الفتن المتداولة والمتفشية فينا
القابضون الجمر
تغير القلوب
فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن تغير القلوب
وتبدل الأحوال،
وافتتان الناس بالدنيا، فقال عليه الصلاة والسلام :
"تكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم،
يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً،
يبيع أقوام دينهم بعَرضٍ من الدنيا"
[رواه الترمذي وصحَّحه الألباني] .
القابضون الجمر
كثرة الهرج
ومن ذلك إخباره صلى الله عليه وسلم بذهاب العلم
وانتشار الجهل وكثرة القتل،
كما في قوله صلى الله عليه وسلم :
"إن بين يدي الساعة أيام يُرفع فيها العلم، وينزل فيها الجهل،
ويكثر فيها الهرج، والهرج القتل"
[متفق عليه] .
القابضون الجمر
كثرة الخداع
لقوله صلى الله عليه وسلم :
"سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدّق فيها الكاذب،
ويكذّب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخوَّن فيها الأمين،
وينطق فيها الرويبضة" قيل : وما الرويبضة؟ قال :
"الرجل التافه يتكلم في أمر العامة"
[رواه أحمد والحاكم وصحَّحه الألباني] .
القابضون الجمر
نقض عُرى الإسلام
لقوله صلى الله عليه وسلم :
"لتُنقضّنَّ عُرى الإسلام عروةً عروةً، فكلما انتقضت عروة
تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضاً الحكم، وآخرهن الصلاة"
[أخرجه الحاكم وأحمد وصححه الألباني] .
القابضون الجمر
التشبه بالكفار
لقوله صلى الله عليه وسلم :
"لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع،
حتى لو دخلوا جُحر ضبٍ لدخلتموه" قالوا :
اليهود والنصارى؟ قال : "فمَن؟"
[متفق عليه] .
القابضون الجمر
ضعف الأمة
ومن ذلك إخباره صلى الله عليه وسلم بالضعف والوهن
الذي سيصيب هذه الأمة، فتضعف شوكتها،
وتزول هيبتهان ويطمع فيها أعداؤها،
ويتكاثرون عليها من كل ناحية،
كلّ يريد نصيبه من الغنيمة،
قال صلى الله عليه وسلم :
"يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها"
فقال قائل : ومن قلَّةٍ نحن يومئذٍ؟ فقال :
"بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل،
وليزعن الله من صدور عدوكم المهابةَ منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن"
فقال قائل : يا رسول الله، وما الوهن؟ قال :
"حب الدنيا، وكراهية الموت"
[رواه أحمد وأبو داود وصحَّحه الألباني].
القابضون الجمر
الأشر والبطر
ومن ذلك إخباره صلى الله عليه وسلم ببعض أمراض القلوب
التي ستصيب هذه الأمة،
قال صلى الله عليه وسلم :
"سيصيب أمتي داء الأمم : الأشر والبطر والتكاثر
والتشاحن في الدنيا،
والتباغض والتحاسد، حتى يكون البغي"
[أخرجه الحاكم وحسَّنه الألباني] .
القابضون الجمر
طريق النجاة
التمسك بالكتاب والسُّنَّة
قال تعالى :
(فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِير مُبِينٌ)
[الذاريات : 50].
القابضون الجمر
التمسك بالجماعة
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ
لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)
[المائدة : 105]
القابضون الجمر
إنكار البدع وردّ الفتن
وقوله صلى الله عليه وسلم :
"من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ"
[رواه مسلم].
القابضون الجمر
إحياء السنن المهجورة
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
"مَن دلَّ على خير فله مثل أجر فاعله"
[رواه مسلم].
القابضون الجمر
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
(فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ
أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ
إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ)
[هود : 116] .
القابضون الجمر
الصبر على الأذى
(وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى
مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)
[لقمان : 17].
القابضون الجمر