أحذروا تقلب القلوب ..!!
إخوانى الإعزاء
إن القلب أحذروا تقلب القلوب ..!!هو محل نظر الرب
سبحانه وتعالى
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" إن الله تعالى
لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ،
ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم".
أحذروا تقلب القلوب ..!!
وما سمي القلب قلبا إلا من تقلبه،
فتارة يجد العبد قلبه ممتلئا إيمانا وخشية ،
أحذروا تقلب القلوب ..!!
مما يورثه سعادة وأنسا وانشراحا،
وتارة يضيق عليه صدره ويضعف الإيمان
في قلبه ،
وهذا حال ابن آدم.
أحذروا تقلب القلوب ..!!
وقد نبه الشرع المطهر إلى هذه الحقيقة ـ
أن القلب يتقلب ـ
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" إنما القلب من تقلبه ،أحذروا تقلب القلوب ..!!
إنما مثل القلب كمثل ريشة معلقة في أصل
شجرة
يقلبها الريح ظهرا لبطن".
وقال صلى الله عليه وسلم:
" لقلب ابن آدم أسرع تقلبا من القدر
إذا استجمعت غليانا".
أحذروا تقلب القلوب ..!!
ولهذا كان كثيرا ما يسأل ربه ثبات القلب
على الإيمان والهداية والتقوى ،
فيقول:
" اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".
أحذروا تقلب القلوب ..!!
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم
لحنظلة رضي الله عنه أن القلب لا يستقر
على حال ،
فحين لقي حنظلة أبا بكر رضي الله عنه
فسأله أبو بكر: كيف أنت يا حنظلة؟
قال: نافق حنظلة ، قال أبو بكر : وما ذاك؟
قال حنظلة :
أحذروا تقلب القلوب ..!!
نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين ،
فإذا خرجنا من عند رسول الله عافسنا
الأزواج والأولاد والضيعات
( يعني أسباب المعاش )
أحذروا تقلب القلوب ..!!
فنسينا كثيرا ، قال أبو بكر رضي الله عنه :
إنا لنلقى مثل هذا ،
فانطلقا حتى دخلا على
رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخبراه ، فقال:
" والذي نفسي بيده إن لو تدومون على
ما تكونون عندي
وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم
وفي طرقكم ،
ولكن يا حنظلة ساعة وساعة".أحذروا تقلب القلوب ..!!
أحذروا تقلب القلوب ..!!
نعم فالإيمان يزيد وينقص ،
وهذه عقيدة أهل السنة أن الإيمان يزيد وينقص ،
وقد دل على ذلك الكثير من الأدلة ،
ومنها قوله تعالى:
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ
لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً)
(الفتح:4) .
أحذروا تقلب القلوب ..!!
وقوله تعالى:
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ
وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً
وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)
(الأنفال:2) .
وحين يزداد الإيمان ينعم الإنسان بهذا الإيمان
حتى قال بعضهم: إنه لتمر بالقلوب ساعات أقول:
إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم
لفي خير عظيم.
أحذروا تقلب القلوب ..!!
وقالوا حين استشعروا حلاوة الإيمان ولذته :
لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه
( يعني من السعادة)
لجالدونا عليه بالسيوف.
أحذروا تقلب القلوب ..!!
كما قد يضعف الإيمان في القلب
حتى لا يكاد يكون له أثر ولا يكاد يحجز صاحبه
عن شيء من المعاصي ،
أحذروا تقلب القلوب ..!!
فالمقصود
بيان أن الإيمان قد يضعف جدا في القلب ،
وإذا ضعف الإيمان في القلب وجد العبد وحشة
وضيقا حتى إن الدنيا كلها لتضيق عليه كما
قال الله تعالى :
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً )
(طـه: من الآية124).
لهذا كان لزاما على العبد أن يتفقد قلبه ويأخذ بأسباب
صلاحه وزيادة الإيمان لأنه:
لا يفلح ولا ينجو يوم القيامة
إلا أصحاب القلوب الحية الطيبة السليمة المؤمنة:
(يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ .
إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)
(الشعراء:88ـ89) .
أحذروا تقلب القلوب ..!!
وقد كان السلف يوقنون بهذا فيتواصون بأسباب
زيادة الإيمان كما ثبت ذلك عن عمر
رضي الله عنه
أنه كان يقول لجلسائه:
تعالوا نزدد إيمانا.
وكان معاذ بن جبل رضي الله عنه
يقول لأخيه المسلم إذا لقيه: اجلس بنا
نؤمن ساعة.
أحذروا تقلب القلوب ..!!
كما كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول:
هيا بنا نؤمن ساعة ،
وأُثر من دعائه: اللهم زدني إيمانا ويقينا
وهدى وصلاحا.
أحذروا تقلب القلوب ..!!
أحذروا تقلب القلوب ..!!
شكرا لكم ودمتم بأصحاب قلوب رقيقة.أحذروا تقلب القلوب ..!!