"رحم الله عبدا أهدى إلي عيوبي "
عمر بن لخطاب رضي الله عنه
إن هذه هي القيمة التي يجب علينا أن نتبناها في حياتنا؛ قيمة " النتيجة" عوض قيمة " الفشل " ؛أي أن ما يحدث لنا من أشياء لم نسعى لها أو ما يعترضنا من نتائج سلبية لا يمكننا أن نعتبرها " فشلا" بل هي نتيجة أدت إليها مجموعة من الأفعال، فإن أردنا تغيير
النتيجة علينا تغيير الأفعال المسببة لها أي قانون"السببية" فلكل فعل نتيجة، في إحدى التعريفات المرحة للعالم الكبير اينشتاين حول الغبي قال : " أنه هو الذي يقوم بنفس العمل وبنفس الطريقة وينتظر نتيجة مختلفة" إننا لسنا كاملين و لكن من الواجب علينا – إذا اعتبرنا أنفسنا ساعين للنجاح الدنيوي و الفلاح الأخروي" أن نسعى للكمال، وفي سعينا هذا لابد أن نمر من مطبات وعقبات؛ فإن تقبلناها على أساس أنها نتيجة توصلنا إليها بمجموعة من الأفعال، استطعنا معرفة هذه الأفعال واستطعنا تغييرها للحصول على نتيجة مغايرة.
إن تَقبلنا لنتائج أفعالنا هو أساس المضي في طريق النجاح لذلك كان من حسن التخطيط أن نحافظ على أهدافنا و أن نغير من وسائلنا؛ فإن علمنا بالتجربة ضعف إحدى الوسائل غيرناها للوصول للهدف المنشود.
ثم عاينا أن لا نعمم تجاربنا فنعتبر أن التجربة كلها خاطئة إن حصلنا على نتيجة غير التي نرغب فيها؛ بل علينا تحسس جوانب الصواب و الخطأ في التجربة مهما كانت نتيجتها النهائية.
إن النتائج الايجابية تخفي وراءها الكثير من الافعال الخاطئة؛لذلك يقال أن النجاح معلم فاشل لأننا في غمرة الفرحة ننسى تفحص التجربة وتحسس الأفعال الصحية و الأفعال غير الصائبة.
في الأخير أطلب منك عزيزي القارئ أن تتخذ قرارك بالحفاظ على معتقداتك وقيمك التي توصلك لأهدافك و بالتخلي أو تغيير معتقداتك وقيمك التي لا تساندك في النجاح، وهذا عمل لا يمكن لأحد أن يقوم به عنك بل عليك الأخذ بزمام المبادرة والبدء بتقييم مبادئك