خمسة عوامل تساعد «مانشستر يونايتد» على هزيمة ريال مدريد...

يختلف مانشستر يونايتد هذا الموسم عن ذلك الفريق الذي واجهه ريال مدريد في دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا قبل ١٠ سنوات من الآن، فالريال كان أكثر قوة وجاهزية مع فيجو، كارلوس، زيدان، ماكمانمان، ماكيليلي، هيليجيرا، هييرو، ميشيل سالجادو فضلاً عن امتلاكه دكة بدلاء حديدية كان يقودها الارجنتيني 'سولاري' لكن هذا الوضع المثالي الذي كان يتمتع به 'ديل بوسكي' لا يعيشه 'جوزيه مورينيو' لاسيما هذا الموسم.

لذا لم يكن مستغرباً تحقيق الريال للفوز في الذهاب ١/٣ وتسجيله ثلاثية في الإياب (٣/٤) قادته لمواجهة يوفنتوس الذي خسر من مانشستر يونايتد مرتين آنذاك في مجموعات دور لــ١٦ (١/٢ و٣/صفر) لكنه بقيادة نيدفيد عذب الريال فيما بعد واخرجه من البطولة ليصل هو لنهائي ملعب أولد ترافورد أمام مواطنه ميلان المحظوظ بركلات الترجيح.

١) الثبات الانفعالي

استغل مانشستر يونايتد السقوط المفاجيء لمنافسه على لقب البريميرليج 'مان سيتي' مطلع هذا الاسبوع أمام ساوثامبتون بثلاثة أهداف لهدف، بتحقيقه الفوز بهدفين نظيفين على ضيفه 'إيفرتون' ليعتلي صدارة جدول البريميرليج بفارق ١٢ نقطة عن السيتي، ليضمن رفاق فان بيرسي التتويج بلقب الدوري الـ٢٠ في تاريخ مانشستر يونايتد بنسبة تتجاوز ال٨٥٪.

قد يرى بعض عشاق ريال مدريد وحتى مانشستر يونايتد أن الجاهزية البدنية لصالح فريق مورينيو بما أنه حصل على راحة أكبر من فريق فيرجسون قبل مباراة هذا الاربعاء، لكن الجاهزية البدنية لا يمكن أن تساعدك في مثل هذه المباريات من دون ثبات انفعالي وقوة ذهنية وعقلية.

مانشستر يونايتد يتصدر دوريه بهذا الفارق الشاسع من النقاط، على العكس مع ريال مدريد يتأخر بفارق ١٦ نقطة عن برشلونة في دوريه، وهذه نقطة تعطي لمانشستر ثباتاً انفعالياً لم يتوفر له أثناء مواجهته لريال مدريد عام ٢٠٠٣ ما أدى لخسارته وفوز الريال بثلاثية في الذهاب..

مانشستر يونايتد حين واجه الريال في البرنابيو يوم (٨ أبريل ٢٠٠٣) كان قد خرج من كأس الاتحاد الإنجليزي أمام آرسنال ثم واجه عدوه اللدود (ليفربول) على ملعب أولد ترافورد في نفس الأسبوع الذي سافر به إلى مدريد، ما ضغط على لاعبيه ذهنياً ونفسياً من أجل الفوز بأربعة أهداف أمام ليفربول.

تحضيرات مباراة ليفربول كانت أكبر بكثير من تحضيرات اليونايتد لمواجهة إيفرتون هذا العام، فالمنافسة بين اليونايتد وآرسنال على الصدارة كانت على أشدها واستطاع بأعجوبة تقليص فارق سبع نقاط للتعادل في نفس عدد النقاط ٦٧ لـ ٦٧ نقطة في الجولة ٣٢، وتركيز كل اللاعبين دون استثناء كان بالفعل منصب في الدوري ولم يستطع فيرجسون تحويل تركيزهم نحو ريال مدريد بالسرعة الكافية إلا بعد تصدره للدوري المحلي لكن العودة جاءت متأخرة جداً في الإياب.

الآن مانشستر يونايتد متماسك جداً وكان يلعب بهدوء أعصاب في الشوط الثاني أمام إيفرتون يعيش راحة ذهنية كبيرة ولا يفكر كثيراً فيما سيحدث معه على الصعيد المحلي فإذا تعادل أو خسر لا يهم، ويمكن أن يعدل من أوضاعه بسرعة أمام السيتي الهش، وفي بطولة كأس إنجلترا حالته ممتازة وتأهل للدور الخامس بسهولة على حساب فولهام برباعية ولا يوجد ما يقلقه كما الوضع مع ريال مدريد الذي تعادل على ارضه مع برشلونة ١/١ في كأس ملك إسبانيا أو كوضع تشيلسي الذي تنتظره مباراة اعادة ضد 'برينتفورد' بين مباراتي الذهاب والإياب في الدوري الأوروبي أمام سبارتا براج التشيكي ستشتت تركيزه وقد تؤثر على النتيجة النهائية للمباراة.

بالتالي قصة أن مانشستر يونايتد لا يهمه أبطال أوروبا لأنه جيد جداً في الدوري المحلي أو أنه لم يحصل على راحة بدنية والريال حصل على راحة يوم ويستضيف المباراة على ميدانه، وأن ريال مدريد سيقاتل لأن هذه هي فرصته الأخيرة في الموسم ككل، كل هذه قصص مع كامل الاحترام لها غير منطقية، بل بالعكس هذه أكبر نقطة ستفيد مانشستر يونايتد في مجموع المباراتين (بأن ريال مدريد نفسياً ليس على ما يرام).

٢) القادمون من الخلف

أهم ما يميز مانشستر يونايتد عن سائر أندية البريميرليج الحركية الدائمة لجميع صفوفه، وهذا يتضح في الأسماء المسجلة على مدار الموسم، فلو أنه فريق يعتمد على لاعب أو اثنين لانهاء الهجمات لوجدنا عدد الأهداف أقل بكثير من الحصيلة الحالية للفريق في البريميرليج، دوري الأبطال وكأس دوري أبطل أوروبا.

الحديث عن قلب الدفاع، إيفانز وفيديتش يمكنهما التسجيل من الركلات الركنية بتحركهما السليم وضع ارسال الكرة العرضية، فلا يقف احدهما كالتمثال الشمعي في انتظار الكرة فدائماً ما ينتظران بعيداً عن منطقة الـ٦ ياردات ووقت تمرير العرضية من روني أو بيرسي نجد فيديتش يتحرك على القائم القريب وإيفانز أمام المرمى لالتقاط الكرة التي يعاملونها على انها (عصفور) وهم الصيادين.

ومن على الأطراف يتقدم إيفرا ورافائيل دا سيلفا باستمرار لأداء الدور الهجومي، ولكل منهما أهداف وعرضيات وتمريرات نموذجية جاءت منها أهداف هامة للغاية، ولعل هدف رافا في مرمى ليفربول على ملعب آنفيلد روود هذا الموسم يوضح الرؤية، ولا ننسى هدف إيفرا في نيوكاسل من تسديدة قوية، وهذه الميزة كانت سلاح قديم عند ريال مدريد في وجود (ميشيل سالجادو وكارلوس) لكن هذه الميزة اختفت من عند الريال وتطورت كثيراً عند مانشستر يونايتد.

لو افترضنا جدلاً أن رباعي خط الدفاع لن يتقدم في هذه المباراة كثيراً بسبب القوة الهجومية للريال المتمثلة في رونالدو وأوزيل وكريم بنزيمة، فيوجد من يستطيع خطف هدف مباغت من وسط اليونايتد يدعى 'توم كليفيرلي'، تذكروا هذا الاسم جيداً.

٣) هجوم ناري

التفاهم والتناغم الواضح بين روني وفان بيرسي يزداد يوماً بعد الآخر وعدد أهدافهما هذا الموسم مجتمعين يشهد على ذلك فقد وصلت الحصيلة لــ ٣٦ هدفاً (في جميع المسابقات) التي ينافس عليها الشياطين الحمر هذا الموسم، لكن هذا لا يعني أن الهجوم يحتار وينهار كما كان أيام فان نيستلروي وفورلان عندما يتعرض لمراقبة لصيقة أو عندما يقابل قوة دفاعية هائلة.

دفاع ريال مدريد لا يمر بحالة جيدة هذا الموسم بالذات من الأطراف، ويتعرض للكثير من المشاكل إذا مررت عرضيات من وضع الحركة فراموس وبيبي وحتى فاران ليست لديهم الحنكة الكافية لتنظيم دفاعاتهم في الوقت المناسب لابعاد العرضيات.

وحتى لو استطاع الريال التعامل مع فان بيرسي وعزل عنه واين روني، يمتلك فيرجسون الحل الدائم لكل المشاكل (تشيشاريتو) الذي سجل ثمانية أهداف من على دكة البدلاء في البريميرليج، وسجل ثلاثة أهداف في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم (بالتساوي مع فان بيرسي) بالاضافة لهدفين في كأس الاتحاد الإنجليزي أمام ويستهام وفولهام وهدف في مرمى تشيلسي ببطولة كأس الرابطة.

٤) دكة ٢٠٠٣ أم دكة ٢٠١٣

الفريق الحالي لمانشستر يونايتد بقيادة فان بيرسي وواين روني أفضل بكثير من فريق 'ديفيد بيكهام، نيستلروي، روي كين، فيرون، سولسكاير، جاري نيفيل، لوران بلان، سيلفستر، ويس براون' من الناحية (البدنية والجاهزية) فلا أحد يختلف أن مواهب زمان ربما كانت أفضل من المواهب الحالية، لكنهم لم يكونوا بهذه الجماعية التي يلعب بها الفريق حالياً.

هؤلاء الأساطير عندما واجهوا ريال مدريد كانت الاصابات تطاردهم بدءً من بيكهام وروي كين وجاري نيفيل وصولاً بسبستيان فيرون وسيلفستر وسولسكاير، ولم يكن لدى فيرجسون سوى خيارين لا ثالث لهما في منطقة الأطراف التي كانت 'رأس ماله الحقيقي' في عملية تغذية فان نيستلروي بالتمريرات العرضية المتقنة، وأقصد بيكهام وجيجز.

ورأينا كيف كان «فيرجي» يضطر لوضع فيرون وسولسكاير في مراكز لا يجيدون فيها بسبب النقص العددي، لكنه اليوم يمتلك البديل الجاهز والكفء في كل مركز من مراكز الفريق، فلانطونيو فالنسيا بديل متميز يمكن أن يصنع الفارق من تسديدة أو تمريرة عرضية ألا وهو 'لويس ناني'، ولواين روني بديل يمكنه الاختراق من العمق بمهاراته وسرعته وتحضيره للكرات البينية الصعبة يتمثل في الياباني 'شينجي كاجاوا'، ولآشلي يونج بديل صعب المراس في الانطلاق بكرة ودون كرة يتمثل في الإنجليزي 'داني ويلبيك' صاحب الطموحات الكبيرة والقادر على لعب دور الجناح بإمتياز، وفي الهجوم يوجد أفضل بديل في العالم حالياً لروبن فان بيرسي يتمثل في المكسيكي خافيير هيرنانديز 'تشيشاريتو' الذي يمتلك ذكرى طيبة على الأراضي الإسبانية، حيث يرجع أول هدف له في دوري أبطال أوروبا بعد دقائق من نزوله لملعب المستايا أمام فالنسيا عام ٢٠١١ قاد به اليونايتد للفوز آنذاك.

كل هذا ولم نتحدث عن جاهزية بدلاء خط الدفاع، بوجود 'إيفانز' الذي يستطيع لعب دور فيديتش أو فرديناند إذا ما تعرض أحدهما للإصابة، بالاضافة لسمولينج الذي يمكنه لعب دور قلب الدفاع والظهير الأيمن، وفيل جونز متعدد الاستخدامات كلاعب وسط دفاعي وظهير أيمن وقلب دفاع.

حتى على صعيد حراسة المرمى، دي خيا أفضل بمراحل من فابيان بارتيز، على الأقل لا يتقدم من مرماه كما كان يفعل الفرنسي، وبديله 'آندياس لينديجارد' مستواه الفني واضح أنه أعلى من بديل بارتيز عام ٢٠٠٣ (ريكاردو).

٥) آشلي كول!

لاعبو مانشستر يونايتد خاصة 'روني، إيفرا، رفائيل دا سيلفا وفرديناند' سيتعاملون مع 'كريستيانو رونالدو' بنفس الطريقة التي كان يتعامل بها 'آشلي كول' في مواجهاته مع نفس اللاعب، وهذا قد يؤدي لانعدام خطورة رونالدو، فيوجد من يترصد تحركات ويضعه تحت المجهر.

آشلي كول تعرض في يورو ٢٠٠٤ لماسأة حقيقية أمام كريستيانو رونالدو الذي تلاعب به يميناً ويساراً، وتكررت نفس الحالة في مباريات مانشستر يونايتد وآرسنال عامي ٢٠٠٤ و٢٠٠٥، ليتعهد بعدها آشلي كول بغلق الطريق على رونالدو ومنعه من المرور وهذا ما حدث بعد انتقاله لتشيلسي، فقد كان كريس أسد على الجميع ونعامة أمام آشلي، وامتد التنافس الشرس بينهما على الصعيد الدولي بتفوق كول بصورة واضحة في كأس العالم ٢٠٠٦، فلم يفعل رونالدو الكثير وكان فيجو هو المحرك الحقيقي مع خشونة نونو فالنتي، ولنراجع معاً صرخة كريستيانو رونالدو بعد تسجيله من ركلة جزاء ترجيحية، هذه اللقطة تؤكد المعاناة التي واجهها طيلة المباراة أمام آشلي.

رافائيل دا سيلفا لم يكن يوماً ذلك الظهير المعروف، وهو يعرف أنه مهما قدم من مستوى متميز في البريميرليج فلن يؤثر ذلك على الجماهير وخبراء المستديرة لوصفه بأفضل ظهير أيمن في العالم، أما لو منع رونالدو سيكسب شهرة وسيرتفع سعره في بورصة النجوم، وهذا الطموح قد يضرب نقطة قوة الريال في مقتل.

هااااااااى وينكم ياشباب