]~ { عَازِفْ الجِيّتَارْ ..
جَلسَتْ عَلى مَقْرَبَةٍ مِن الشَاطِئ فإَنغَرَسْت أقْدَامُها بَيّن حُبَيّبَاتِ رَمْله، وَأخَذتْ تَتأْمّل البَحْر كَيّفَ مَا إنْ رَسَمْتّ فُصُولَ حَالِه إمّا هُدُوءاً أو جُنُوْحَ غَضَبٍ ثَائِرْ ، وَعَلى بُعْدِ خُطُوَاتٍ كَانَ هُنَاكَ شَابْ يَحْتَضِن جِيْتاَرَا يَتَلاعَبْ بِأوْتَارِه ، لِتَجِدَّ كَامِل حَوَاسِها مُنْجَذِبَةً لَه وَ للِحْنِه ، هَامِسَةً عَلى وَقْعِ ذَلِكَ النْغَم
حَبِيبّي ..
تِلْكَ النْغَمَات تُذَكِرُنِيّ بِكَ ويْكَأنَّ مَنْ يَتْلاعَبْ بِتِلْكَ الأوَتَار هُوَ أَنْتَ
لَكِنْ .. أَيّنَ أنْتَ الآنْ ؟
لِمَّا طَالَ غِيابُكَ؟
كَمْ اشتقت إلَيّكَ وَلِهَمَسَاتُك وَلِجُنَونِكَ
ولألحَانِك السْاحِرَة مِنْ جِيّتَارِك مَوْطِنَ غِيّرتِي حَيّن تَحْتَضِنهٌ بِذِرَاعَيّك
حَبِيّبِي
أَمَا زَارَك الحَنِيّن وحَمّلَكَ عَائِدٌ مَلْهُوفَاً إلَيّ
فكَمّ مِن صَبَاحَاتٍ انْبَلَجَ نُورَهَا وَأنَا عَلى عَتَبَاتِ الانتظار أتَرقُب حُضُورَك اتِصَالك
أتَعْلم بُتُّ غَيَّر قَادِرَة عَلى صُنْع شَيء بِدُوْنِكَ بَعْدَ أَنْ غَادَرْتَنِيّ آخِر مَرّة
أخْبِرنِيّ حَبِيّبِيّ مَتَى سَتَعُودْ ؟
وَيَجْمَعْنِيّ بِكَ الشَاطِئ عَلى غَيّرِ سَابِقْ مَوعِدْ كَسَالِفْ المَرّات
وَلِتَمْحَو دُمَوعَاً بَللتْ زَهْرَ وَجْنَتَيّها تَوَقَفتْ عَن البَوُحْ
وَفِيّ غُضُونِ ذَلِكَ وَجَدْت إن الصًوتَ يَقْتَرِب وَيَقْتَرِب أَكْثَر وَأكَثر
أَبْعَدَت كُفُوفُها عَنْ عَيّنَيّها بَغْيّة التَعَرّفْ عَلى مَصْدَرَ ذلِكَ الصَوُتْ
لِتَجِدَهَ يَقْف أَمَامَها حَامِلاً الجِيّتَار
ابْتَسَمَت وَأرْدَفَتْ قَائِلة مُنْذُ متَى وأَنْتَ هُنْا ؟
فَأجَابَها : أَنَا هُنْا مَنْذُ إنْ كُنْتِ هُنْا تِلْكَ مَوَاعِيّدي أَلْم يتسنى لَكِ
حِفْظُهَا بَعْد حَبِيّبَتِيّ !!
’’ المنال