دورتموند من أجل كش ملك..ومدريد يبحث عن البرستيج

كتب - أحمد مختار:
تتجه
الأنظار الكروية هذا الأسبوع الي اياب قبل نهائي الأبطال، الأندية
الالمانية فازت بالأربعة، بايرن انتصر علي بارسا برباعية نظيفة، ودورتموند
حقق المفاجأة وهزم مدريد بأربعة أهداف كانت قابلة للزيادة مقابل هدف يتيم
للريال .
مباراة الذهاب في الايدونا بارك كانت صراع تكتيكي وتنافس
خططي بين مدربين معروف عنهم القراءة الجيدة للمباريات والتصريحات المستمرة
قبل وبعد اللقاء. تفوق يورجن كلوب علي مورينيو بالطول والعرض. لم يترك له
فرصة واحدة للتنفس. كانت المباراة في ألمانيا بمثابة لعبة شطرنج بين يورجن
ومو، استخدم الثنائي فيها كل الامكانيات المتاحة والقدرات الخاصة لفريقهما .
مورينيو
لم يبدأ بحصانه الجامح دي ماريا بسبب تأخره في الوصول الي ألمانيا، حرك
وزيره أوزيل المتحرك في كل مكان بالملعب الي الجناح لكي يقوم بدور
الأرجنتيني. جاء دور الكرواتي مودريتش للعب مكان أوزيل، بالمناسبة فان لوكا
شبيه كرويف اشتراه الريال خصيصا من أجل مباريات كتلك، اختفي طوال الموسم
لكنه ظهر في الأولد ترافورد وكان له دور كبير في انتصار الريال، لكن
مودريتش لم ينجح أمام دورتموند، عاني كثيرا وظهر الريال بدون وزير فعال
يجوب أرجاء رقعة الشطرنج بخفة ومهارة ومكر .
في المقابل، كلوب استخدم
وزيره المنتقل الي ميونخ الصيف المقبل، جوتزيه واحد من اهم المواهب
الألمانية، نجح باقتدار في قيادة دورتموند لانتصار كبير علي مدريد. ماريو
يتحرك في كل مكان بالملعب. يمرر الي ريوس في الجناح، يمول السفاح
ليفاندوفسكي بالكرات الطولية والعرضية. لعب جوتزيه الدور الذي يقوم به
أوزيل في مدريد .
كلوب لم يقف عند ذلك فقط، كان هناك فيل عملاق في
الوسط. الفيل الألماني القادم من الأناضول، انه جيندوجان. التركي الألماني
يختلف عن الفيل الشطرنجي التقليدي في أنه يتحرك خلال كل خانة برقعة
الشطرنج، لا يتوقف ولا يكل ولا يمل، كان صمام أمان لأسود الفيستفالين، أراح
كثيرا ثلاثي الهجوم وقطع كل شيء علي وسط مدريد، جيندو فصل تماما وسط مدريد
عن هجومه لذلك لم يصنع الريال فرصة واحدة منظمة طوال المباراة .
في
مباراة الاياب بالبرنابيو، كل شيء ممكن ومتاح. بروسيا لم يضع بعد قدما في
النهائي بسبب الهدف الذي سجله رونالدو في ملعبهم، الوضع المدريدي صعب
للغاية لكن تسجيل هدف كل نصف ساعة ليس أمر مستحيل. علي مورينيو اعادة
أوراقه التكتيكية من جديد.
البرتغالي سيواجه كلوب في تسعين دقيقة أخيرة، الأخطاء في الذهاب من الممكن أن تعوض لكن بمباراة العودة، لا مبررات ولا أعذار .
البرتغالي
بكل تأكيد سيلعب بأجنحته التقليدية، رونالدو ودي ماريا بينما يعود أوزيل
الي دور الوزير الذي يقود فريق الشطرنج الملكي، مورينيو تنتظره معوقات
كبيرة من أجل اعداد فريقه بشكل مميز علي الصعيد النفسي بالأخص، النهائي
بالنسبة للريال اصبح كالعقدة، وسنوات طويلة تفصل الميرنجي عن التتويج
الأوروبي لذلك فالجانب النفسي سيكون علي نفس مستوي الاعداد الفني للمباراة .
مورينيو
اذا اراد أن يفوز عليه تحضير مفاجأة، ربما كريستيانو رونالدو بخاصية الحسم
التي يمتلكها، يكون هو المفتاح الذي يمر بالريال الي ويمبلي. لكن كلوب لن
يترك رونالدو وحيدا، الرجل في الذهاب وضعه تحت المراقبة ورغم ذلك سجل الدون
من غلطة دفاعية وحيدة، بينما في الاياب يستطيع رونالدو التسجيل من نصف
غلطة، ابتكارات مورينيو محدودة، أوزيل عليه التحضير ورونالدو التسجيل .
الريال
دائما يجيد المرتدات، فاز علي برشلونة عن طريقها. عاني أمام مانشستر كثيرا
حتي الطرد، لا أعلم كيف سيواجه مورينيو دفاعات دورتموند المنتظرة. بروسيا
من الفرق التي تدافع بشكل جيد لذلك معاناة الريال واردة بشدة. بكل صراحة
متشوق لرؤية كيفية خروج الريال من هذا المأزق. الطريق صعب لكن هدف مبكر
سيسهل الأمور كثيرا، مورينيو سيلعب أول نصف ساعة كحياة أو موت، اما دخول
اللقاء سريعا أو انتظار الخروج المهين .
كلوب هو الاخر اذا اعتمد فقط
علي نتيجة الذهاب، لن تمر الأمور بسلام. كلوب فاجيء الريال بمفاجئته
السارة، السفاح البولندي الذي لعب علي أضعف مكان دفاعي بالريال، قلبي
الدفاع. المساحة بين بيبي وفاران ليست كبيرة لكن الثنائي يرتبك بشدة عند
مواجهة مهاجم قناص، فعلها ديروجبا من قبل وجاء دور ليفاندوفيسكي لكي يضع
بصمته القاتلة بأربعة أهداف نالت من دفاع الملكي الساذج .
الساحر
عندما تشاهد عروضه، تنتظر أن يأتيك بشيء مخادع. وعندما تمل الانتظار وتتوقع
خدع معروفة، يراوغ بمهارة حتي يأتي بفقرته الجديدة التي تبهرك وتفاجئك مع
أنك من الاساس متوقع وجاهز للخدعة ! هذا ما يسمي بالبرستيج. التحفة
الهوليوودية للأخوين نولان في الفيلم الشهير " ذا برستيج " تحدثت عن السحر
والسحرة بمنظور اخر ومختلف، ليس موضوعنا بكل تأكيد لكن أمام مورينيو وكلوب
تحدي كبير لابتكار الخدعة الأخيرة، الجميع يعرف مفاتيح لعب الفريقين وفرص
تفوق كل فريق علي الاخر، لكن العبقرية تظهر من حيث لا يدري أحد، هنا يتجلي
الساحر الكبير فهل يستطيع مورينيو أو كلوب لعب هذا الدور في قمة الثلاثاء ؟
مورينيو
أمامه تحدي كبير لانقاذ فريق الشطرنج الذي يقوده، أما كلوب فقد بدأ اللقاء
بشكل رائع لكن الملك ما زال حيا. البرتغالي من أجل انقاذه واعطائه قبلة
الحياه بينما الألماني ينقصه لعبة واحدة فقط من أجل أن يقول الكلمة
بابتسامة واثق، كش ملك !