هل البايرن هو الفريق الذي لا يُقهر ؟

كتب:- أحمد مختار
مبدئيا،
الفوز علي برشلونة رايح جاي وبنتائج عريضة مع الحصول علي لقب الدوري
المحلي بفارق نقاط شاسع كذلك الوصول الي نهائي بطولة الكأس، كلها مؤشرات
تؤكد قوة وتفرد بايرن ميونخ خلال هذا الموسم. عملاق بافاريا يسير بخطي
ثابتة نحو تحقيق ثلاثية كروية خلال شهر مايو .
هناك فرق في
الماضي فازت بكل البطولات الممكنة كمدريد دي ستيفانو، وأندية جمعت ما بين
المتعة والنتائج الايجابية كأجاكس كرويف. بينما تأتي أجيال تمثل علامة
فارقة في تاريخ اللعبة، كرة القدم تدين لهم بالكثير. ميلان اريجو ساكي كان
أحد تلك الايقونات، وبارسا جوارديولا أضاف لمسة عبقرية مختلفة خلال السنوات
الأخيرة .
بكل تأكيد البايرن ما زال في بداية المشوار،
أينعم هذا الجيل يلعب منذ فترة وهاينكس يعيش اخر مواسمه مع الفريق الا أن
البافاري حتي الان لم يحقق الا بطولة الدوري للموسم الحالي وما زالت بطولتي
الشامبيونز والكأس في علم الغيب. لذلك لا نستطيع أن نضع هذا الفريق المميز
بين مصاف أندية البطولات الكثيرة وبالطبع لا يصح أن نقارنهم بميلان ساكي
أو بارسا بيب خصوصا أننا الان في بداية مرحلة السطوة الألمانية .
-أن تري نفسك كاملا، شيء سيء.
الدوري
الألماني له مستقبل كبير، ما بين انتعاشة اقتصادية واضحة ومواهب ينتظرها
نجاح وافر، لكن الفوارق الشاسعة بين بايرن ومن بعده دورتموند وبقية الأندية
ملاحظة يجب أخذها في الاعتبار عند التقييم. البافاري يتقدم بعيدا عن
دورتموند بعشرين نقطة كاملة وعن صاحب المركز الثالث بثلاثين، بروسيا هذا
الموسم لا يركز في الدوري بسبب حلمه الكبير المتعلق بدوري الابطال لكن لا
عذر للفرق الأخري .
البايرن هذا الموسم قدم مستوي كبير
أمام يوفنتوس، قبل المباراة كانت الكفة شبه متساوية بين الفريقين لكن هدف
الأبا المبكر وخطأ بوفون بالاضافة الي الهدف الثاني المشكوك في صحته، كلها
أمور أعطت ثقة كبيرة للفريق الألماني استغلها في تكرار الفوز بتورينو .
كان
الرهان الحقيقي أمام برشلونة، بايرن يفوز بالأربعة في ميونخ وبالثلاثة في
كامب نو. البايرن فاجيء الجميع بضغط قوي ولعب بشكل هجومي رائع. لكن علينا
ألا ننسي أن هذا البارسا كان أسوأ نسخة كاتلونية ربما في العشر سنوات
الأخيرة. ليس تقليلا من بايرن الذي قدم أداء أقرب الي الكمال وانما تذكير
بضعف وتوهان بارسا المبالغ فيه خلال تلك البطولة .

-علينا أن نكون متواضعين كي نتعلم.
بنظرة
فنية سريعة لفريق البايرن، ضغط غير طبيعي في كل أرجاء الملعب بقيادة الأسد
الباسكي خافي مارتينيز. أجنحة سريعة وقوية مع ريبري وروبين، استحواذ كبير
واستغلال رائع للكرات العالية. أسلحة الزعيم التي قضت علي البارسا وأرغمته
علي الخروج من الجنة.
البايرن يملك أظهرة مميزة، لكن العمق
الدفاعي من الممكن أن يُخترق خصوصا أمام مهاجم سريع لا يهدأ. دانتي لاعب
قوي لكن له أخطائه بينما بواتينج أو بويتن لا يعتبرا من المستوي الأول
دفاعيا. مفارقة غريبة أن يلعب اليوفي والبارسا بدون مهاجم صريح أمام
البايرن، خطوة أراحت كثيرا دفاعات ميونخ، البايرن يستقبل أهداف دائما داخل
منطقة الجزاء، أرسنال لعب بمهاجم صريح فسجل هدفين في الأرينا.

خط
الوسط يعتبر الأجهز بدنيا في أوروبا لكنه يعاني من غياب الرؤية، بلغة كرة
القدم البايرن يفتقد الي لاعب معلم وأعتقد لهذا السبب كانت أولي صفقات
الصيف ماريو جوتزيه. خصم البايرن اذا دافع بشكل مميز وأغلق الأطراف سيعاني
الفريق كثيرا لعدم وجود صانع ألعاب حقيقي يحرك الفريق في كل أركان الملعب.
مانزو
وموللر يجيدان التحرك والضغط، روبين وريبري يقتلان أي فريق بالمرتدات. لكن
المباراة النهائية لها تقاليدها الخاصة وأبطالها، البايرن خسر العام
الماضي من تشلسي في فينال أوروبا علي ملعبه، وانهزم بالخمسة من دورتموند في
نهائي الكأس. هذه المرة التحدي كبير واذا أراد زعيم بافاريا الخلود فعليه
تطوير خاصية الحسم داخل مهاجمي الفريق .
بايرن يجيد الكرات
الثابتة والألعاب الهوائية، استغل سوء تغطية دفاعات البارسا، وأمام اليوفي
وصل الي مراده بالتسديدات المباغتة. دفاع محكم بلاعبين يتميزون بطول
القامة، خط وسط سريع وخفيف يجيد التغطية وغلق المساحات، سيصعبان كثيرا من
مهمة لاعبي بطل الدوري الألماني .
لكل خطأ، جلاد يستغله
أمام
برشلونة في ربع النهائي، كان البايرن يفقد كرات في خط الوسط بسبب قلة
ابتكار شفايني ومارتينيز، لكن البارسا كان يلعب علي الواقف ولا يبادر
اطلاقا بالهجوم. في الكامب نو خلال الشوط الأول وصل ألفيش الي مرمي نوير من
الجنب لكنه عاد ورجع مرة أخري الي الخلف. أعتقد بأن لاعب كليفاندوفسكي أو
رونالدو في حالة استمرارالريال وميسي لو كان في أفضل حالاته، لوجدنا تلك
الكرات في الشباك حتما .
بايرن دائما يتقدم في النتيجة،
المرة الوحيدة الذي تخلف كانت أمام أرسنال في الأليانز أرينا. هدف مبكر
داخل منطقة الجزاء لجيرو، وفي نهاية المباراة أضاف أرسنال هدف اخر. دعونا
ننتظر افتتاح دورتموند مباراة ويمبلي بهدف.
ليس الهدف
التقليل من قوة بايرن ميونخ، هذا الأمر مستحيل وغير قابل للنقاش. لكن فقط
تسليط الضوء علي حقيقة هامة، أن الفوز علي البارسا وحتي بنتيجة كبيرة لا
يعتبر تأكيد علي زعامة لم تأت بعد. اللقب في الملعب حتي الان وان كان
البافاري مرشح فوق العادة، علينا أيضا أن نتذكر جنون كرة القدم وحظوظ الخصم
في اظهار نقاط ضعف الفريق الأحمر واستغلالها .
لقاء ويمبلي اقترب، والسؤال المطروح اجابته سنعرفها ليلة 25 مايو المنتظرة، والكلام لن ينته حتما عن اللقاء الكبير .