فضيلة الشيخ
د. عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
بقلم
هناء بنت عبدالعزيز الصنيع
تقديم فضيلة الشيخ د / عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته اهتدى المهتدون وبعدله ضل الضالون نحمده ونشكره على فضله وعطائه الميمون ونشهد أن لا إله إلا الله وحده تعالى عما يقول الظالمون ونشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي قام بالدعوة إلى الله واهتدى بدعوته الصالحون صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه الذين قاموا بعده بالبيان والجهاد حتى أذعن لهم المخالفون .
وبعد فقد يسر الله تعالى أن اطلعت على هذه السلسلة المباركة التي كتبتها إحدى الأخوات الصالحات ممن قرأت وواظبت على الدراسة العلمية المفيدة ودل كلامها على تجربة قوية وفكرة ثاقبة ونصح وتوجيه ومحبة للخير وإرشاد إلى طرق نيله والحصول عليه ولقد أعجبني ما سجلته في موضوعات متعددة تتناول عدة مجالات وشتى طرق يمكن سلوكها بسهولة ولو استصعبت على بعض من الناس لكن مع التجربة والمضي والاستمرار فيها تصبح سلسة حلوة المذاق محمودة العاقبة
فأقول إن واجب كل مسلم ذكراً وأنثى أن يسلك السبل المفيدة في إنقاذ المسلمين من الجهل المركب الذي غمر أكثر المجتمعات ومن الغفلة والنسيان الذي استولى على القلوب فأدى إلى الإهمال وتعطيل الأسباب ومن اليأس الذي يؤدي بصاحبه إلى التخلي عن الناس وقطع الرجاء في الوقت الحاضر عن تأثير السباب فبسلوك الطرق المفيدة للدعوة إلى الله والتي احتوت هذه السلسلة الطيبة على نماذج منها تحصل البركة والنفع الكبير فلا غرابة أن كتبت الأخت في الله هذه الإرشادات فهي من خريجات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ومن قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة في كلية أصول الدين ، وفقها الله وسددها وأثابها على ما تبذله أجزل الثواب وأكثر في النساء المؤمنات من الصالحات القانتات الحافظات للغيب ، والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم . 27 / 3 / 1421هـ
كتبه عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد:
هكذا حياة المؤمنة جهاد في سبيل الله، فهي لا تكاد تفرغ من عمل صالح حتى تدخل في عمل آخر ومن أجل الأعمال الصالحة "الدعوة إلى الله ".
قال تعالى :{فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ ......} (15) سورة الشورى
يقول الشيخ ابن سعدي رحمه الله عند تفسير هذه الآية:
( أي فللدين القويم والصراط المستقيم الذي أنزل الله به كتبه وأرسل رسله فادع إليه أمتك وحضهم عليه وجاهد عليه من لم يقبله واستقم بنفسك.
فأمره بتكميل نفسه بلزوم الاستقامة وبتكميل غيره بالدعوة إلى ذلك
ومن المعلوم أن أمر الرسول أمر لأمته إذا لم يرد تخصيص له) انتهى كلام الشيخ بتصرف.
إذاً فيا أيتها المؤمنة أنت مأمورة بالدعوة إلى الله بقدر استطاعتك وحسب قدراتك.
ولعلي من خلال هذا الكتاب أقدم لك بعض الأفكار الدعوية التي تتناسب مع قدراتك ووضعك كامرأة، علنا بذلك نتعاون على الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى لا يهلكنا الله بعذابه.
قال تعالى:{فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } (165) سورة الأعراف
يقول ابن كثير رحمه الله:
فنص على نجاة الناهين، وهلاك الظالمين، وسكت عن الساكتين، لأن الجزاء من جنس العمل، فهم لا يستحقون مدحاً فيمدحوا ولا ارتكبوا عظيماً فيذموا، ومع هذا فقد اختلف الأئمة فيهم هل كانوا من الهالكين أو من الناجين على قولين.
ويقول ابن سعدي رحمه الله:
(وهكذا سنة الله في عباده أن العقوبة إذا نزلت نجا منها الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر).
والآن يا أخية:
ضعي يدك في يدي واضغطي عليها بقوة الأخوة في الله والعزم الصادق على الدعوة إلى الله..
وتعالي معي نبحر عبر صفحات الأفكار الدعوية وهيا إلى العمل...
قال! تعالى:{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ .....} (105) سورة التوبة
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.