فى حضورك سيدتى
تضيع الكلمات
كأن ألحان الصمت تطوقنى
هنا فقط
أريد أن أنصت لهمساتك
ارى ابتساماتك
أشعر بدفء الليالى
فى هذا الطقس البارد
تتحدثين فيتحدث العالم معك
بكل لغاته ولهجاته
تميلين فيميل الكون
حانيا رأسه تجاه قدميك
إجلالاً وتعظيماً
لآيات الجمال السحرى
التى تنبعث من فمك
من وجهك وقلبك
أنصت لتغريد الطيور
حين تستمد أصواتها منكِ
ولكلمات الشعراء
حين تكونين ملهمتهم
ولصوت المياه
حين تلامس السفن
لتصدر ألحان الوفاء
سيدتى
كم عشقت جوارك
عشقت تواجدك الساحر
فى دروب قلبى
فى شرايينى
فى دمائى
التى نزفت يوماِ
حين غبتى عنى
وحين قلتى
سأرحل ولن ترانى
رحيلك موتى
وهجرك سكين
سيمزق قلبى
لا ابالى به
لكن انتِ بداخله
اسمك محفور على جدرانه
أخاف على أحرف اسمك
أن تجرح
أخاف على تواجدك
أن يذبح
وبرغم كبريائى
ركعت على قدمى
استحلفك بالله
ألا تتركينى
فما أكون أنا ؟
إذا لم تكونى
ضوء عيونى
ليلى وشجونى
يقينى وظنونى
ثباتى وجنونى
كل هذ انتِ
وأكثر
وأكثر
وأعظم
وأنقى
وأصفى
والآن
أريد أن أنصت
وأسمع
وأعرف
كل شئ
عن الجنون
إن كان حبك جنون
عن الشجون
عن أغصان الزيتون
التى رمزوها بالحب
وبالسلام
حين جعلوها
فى أفواه الحمام
حين ترحلين
ترحل رائحة عطرك
تظلم الدنيا فى صمتك
فى هجرك
فى صدك
كأن صحراءً تحوطنى
كأن درباً مظلماً يشدنى
نحو عمق الموت
نحو هوة الصمت
نحو ظلام مشتت
نحو رحيل بلاعنوان
نحو صرح بلا جدران
يهوى فوق جسدى
ساعتها سيسيل دمى
ليسيل اسمك معه
هكذا رحيلك عنى
وأعاهدك
بل وأقسم لكِ
لن أقولها
فلقد محوت من ذاكرتى
حرف الألف
والحاء
والباء
والكاف
وقبل محوها
نقشتها هنا
لتكون شاهداً
على أن حبى
لو ظننتى
قهرته ارادتك
مازال
صامداً
صامتاً
فكونى معى
كونى بجوارى
لو لحظات
واكتبى لى
كل يوم كلمات
لتحيينى
لتداوينى
فحضورك سيدتى
سعادتى
و
حياتى
و
ابتساماتى
و
ذاتى