تلك كلماتى الأولى
هى رساله لكِ سيدتى
كثيرة هى رسائلى بين السطور
كثيرة هى أمنياتى التى تثور
بداخلى كل يوم
وعندى أمل يسيطر على عقلى
يلهب جسدى وقلبى
بأنكِ ذات يوم ستفتحين نافذتكِ
لتطلى على كلماتى ثم ترحلين
وربما حينها تتذكرينى وتبتسمين
لازلت أنا الذى يسكن عالماً آخر
اختاره كما يريد
نسجه بخيوط الحلم والدفء
بأمنيات الصدق والونس
لم يتركه ويرحل عنه
رغم سنوات العمر الطويل
رغم عذابات الجسد النحيل
التى عبرت بى إلى عالم آخر
لازلت أنا الغريب عن كل شئ
المغترب بداخله عن كل شئ
هذا شعورى عندما تتأخرين
عندما يحول القدر بيننا
ويفصل بنصله استمتاعى بتواجدكِ
لا أدرى أقدر لى
أن امضى العمر كل العمر
ما بين غربة واغتراب
بين لجين الفضة والسراب
ما بين رحيل ووجع واضطراب
لم أبحث يوماً سيدتى
إلا عن ذلك الاحساس الخفى
بالسلام والطمأنينه
أرهقتنى الأيام أيها الغريب
أرهقتنى الحياة بمآسيها
أرهقنى كل من وما فيها
سأغمض عينى وأتوحد مع ذاتى
فى سكون فى خشوع
فى رغبة فى الانفصال
عن عالم صعب فيه الاتصال
عجز أن يستوعب جنونى
ويتدفق فى بحار شجونى
رغبة فى التحررمن قيود الجسد
والتحليق بروح حرة لبعيد
لازلت كما أنا سيدتى
أمضى خلف يقينى وظنونى
ربما تندهشين سيدتى
كيف تمضى السنوات
وذلك الطفل كما هو ؟؟؟
لا تندهشى سيدتى كثيراً
فلقد خبأته بين جدران الروح
كثير من الانهزام والهروب والسفر
والرحيل من الذات وإليها
كثير من الأحلام والانكسارات
كثير من كل شئ حملته بداخلى
فى انتظار أن ينطلق
لا أدرى إن كنتِ تفهميننى سيدتى
أم أنك تنظرين إلى بإشفاق
وتنتظرين حتى أنتهى من عبثى
بالكلمات لتمضى بعيداً
لترحلى تاركة خلفكِ
ذلك الذى يحتمى بمنطقها
ويغفو فى حنانها بعد إرهاق طويل
يستمد من كلامها الحبور
ويعلق يومه السرور
بظهورها الناعم الأنيق
بعذوبة كلامها الرقيق
حدثينى سيدتى عن رسائل السماء
وارسليها إلى كى أقرأها
بلا استحياء
أمام البشر أمام الشجر
أمام كل الأوفياء