إن القلوب كالبيوت تمتلئ بالتراب والغبار، ولكن تراب القلوب لا يكنس بالمكانس الكهربائية، بل يكنسه التسامح والنسيان، هذه حكمة قرأتها منذ زمن ولم تغب عن ذاكرتي أبداً، وعندما أغضب من أحد أتذكر هذه الحكمة فأنسي الإساءة، ولتسمحوا لي «هذه دعوة مجانية للتسامح والحب»، فتعالوا نتصالح مع أنفسنا ويحب بعضنا البعض الآخر، ونلتمس الأعذار للآخرين، يعني إذا أسأنا لأحد فيجب أن نعتذر، وإذا أساء أحد لنا يجب أن نسامحه..
وأقول هذا لأني لاحظت هذه الأيام بل السنوات الأخيرة، إن مافيش حد «مستحمل» التاني، لقد افتقدنا روح المشاركة والتعاون والتسامح، والتسابق إلي عمل الخير وخدمة الآخرين بطيب خاطر، ودون مقابل أو حتي كلمة شكر.. أنا أعرف أن لسان حالكم يقول هي مش عايشة في الزمن ده ولا إيه؟ حب إيه وتسامح إيه؟!
أعرف أن ضغوط الحياة كثيرة هذه الأيام، من غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وتدني الأجور والظلم والفساد وغيرها، أعرف كل هذا لأني ببساطة أعيش في هموم هذا البلد، لكن هناك حلاً ولو مؤقتاً ما هو؟ أن نبحث عن أي شيء يدخل السعادة إلي قلوبنا، أو نشغل أنفسنا بعمل مثمر ومفيد أو شيء نحبه.
ختاماً.. لا تتركوا المشاكل والإحباط يتمكنان منكم، لأنه قد يكون مثل (مرض السكر) يلتصق بالإنسان مدي الحياة إلي أن يتمكن منه نهائياً.. ابحثوا في السرداب (أقصد العقل) عن أي شيء تحبونه وستجدون، إن شاء الله، شيئاً مفيداً ومثمراً تفعلونه، خاصة لو كان هناك تفاعل مع الآخرين (ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط