دعوة لذرف الدموع . :049: ..
لا يوجد فائدة من ذرف الدموع ...إلا أنها تنظف المقلتين ..و تخفف كربة القلب ..لذلك أدعوكم لذرف الدموع و البكاء....لم أبكِ في كل الجنازات التي حضرتها ...و حتى جنازات المقربين إلى قلبي ...أما الآن أحرض نفسي كما أنني أدعو الآخرين للبكاء ...دعونا نبكي و نذرف الدموع عنهم ...عن المفجعين بموت أولادهم ..عن الأيتام و عن كل الثكالا ...الذين لا وقت لديهم ليبكون شهدائهم و يرثوا أحبتهم ...فعليهم دفنهم بسرعة ...و العودة إلى مصيرهم الذي ينتظرهم فهم مشاريع شهداء ....يهبوا لحماية من تبقى من أحياء ...بالطبع دموعنا لن تفيدهم بشيء ...!! دموعنا و بكاؤنا ..هو تماماً كصمتنا ...كعجزنا ...أو تخاذلنا ..
دعونا نبكي كي لا ننسى أو نتناسى أن هذه ليست صوراً ...بل جثث و أن الذي يسيل ليس مادة ملونة بل دم كالذي يجري في عروقنا الآن...أنظر التلفاز كل يوم و أسمع الأرقام ...خمسة في ...عشرة في ...أربعة عشر في ...عشرين في ... ماذا يعني هذا ؟؟؟
ربما رقم ثلاثة كان يفكر في شراء كرة قبل أن يقتل ...و ربما رقم عشرين كان يفكر في موعده الغرامي غداً و لن يحدث ...و ربما رقم خمسين كانت تنتظر يوم خطوبتها الخميس القادم ...أما رقم سبعين كان ينتظر نتيجة نجاحه في المدرسة ليحصل على هدية نجاحه من أبيه ...و ربما رقم مائة كان يفكر أي هدية يشتري لزوجته الشابة في عيد الحب و عيد زواجه الأول ...ورقم خمس مائة ربما كانت تحلم بفارسها الذي سيأتي على حصان أبيض و رقم سبعة مائة كان يفكر أي هدية يشتري لأمه يوم عيد الأم ..و كانت الشهادة الهدية التي أحرقت قلب والدته..و ربما رقم ألف لم يكن يفكر بشيء ...!!!
ما العمل ؟؟...ماذا نفعل ؟؟؟....هل نحضر آلة حاسبة و نجمع الأرقام ؟؟؟ لماذا لا نرقم الأحياء!!....أحسب ...و أجمع ...و رقم ...و قبل أن تخرج من المنزل أعطي نفسك رقم ...!!!
دعونا نبكي و نذرف الدموع ...كي لا نصدق أنهم مجرد أرقام !! و أننا مثلهم أرقام !!!
إذا صدقنا ذلك سنكون كآلة القتل النظامية التي لا ترى في الشعب الأعزل سوى أرقام ..تحذف الرقم التي تشاء ..دعونا نبكي على أنفسنا كي لا نصدق أننا أرقام بائسة ...لأننا إذا صدقنا ذلك ...زدنا موتاً على الأموات ....